صالح وهبة يكتب.. خط أحمر

نعيش الآن في زمن نستنشق فيه الفساد مع الهواء ، زمن كثرت فيه الفتاوي وتعتيم الحقائق، زمن توالدت فيه جرائم القتل والاغتصاب والتحرش، انفلات أخلاقي منقطع النظير ، الضمير الذي يبكت الإنسان عن عمل الشر في إجازة مفتوحة، زمن اختلط فيه الحابل بالنابل

 

ممكن تجد شخص على السوشيال ميديا يقدم محاضرة في السلوكيات والقيم والمبادىء ويعطي تفسيرات حسب ما يراه وحسب ما يحلو له، لأن الملعب مفتوح أمامه ، أية كورة تدخل في الجول ؛ لا يوجد حكم ولا رقيب على ما يقوله إلا الله سبحانه وتعالى ، لا يوجد تخصص ، الكل يدعي الفهم لا يعلم أن فاقد الشيء لا يعطيه.

 

حان الوقت لفتح النوافذ لتجديد الهواء ،والتخلص من هذه الملوثات التي باتت تخنق الجهاز التنفسي لمجتمعنا وأصابت رئتيه بالتليف ،لكن تنقية هذا الهواء الفاسد يتطلب توصيات
واجبة التنفيذ وأهمها :

 

أولا : تنفيذ الحكم العاجل والرادع لمرتكبي جرائم القتل العمد مع سبق الإصرار ونحن كلنا ثقة في نزاهة وعدالة القضاء المصري.

 

ثانيا :الوقوف عند فكرة “مختل عقليا”تللك العباءة التي يرتدونها مرتكبي الجرائم ويستخدمونها منفذا لتبرير جرائمهم النكراء من قتل عمد واغتصاب.

واللافت للنظر أن بعض الدول تحكم على مثل هؤلاء ممن يدعون ذلك “بالسجن مدى الحياة لو أفلتوا من الإعدام “لضمان عدم تكرار فعلهم لو خرجوا الى الحياة العملية.

 

رابعا : دراسة وضع قانون رادع من أجل الفتاة التي يتم تهديدها سواء شفهيًا أو بالتليفون أو بالرسائل حتي يتم وأد المشكلة في مهدها الأول
لأن الجرائم تبدأ من هذه الأفعال ؛ فبداية الغيث قطرة .

خامسا: تفعيل لجان من علماء نفسيين متخصصين في حالات “وسواس الحب” أو مدمني الحب لمتابعة هولاء المرضى بالتوعية أو العلاج قبل تفاقم المرض لدرجة الأذى.

 

سادسا:وضع حد لهؤلاء “أصحاب الفتاوى”الذين يحاولون تبرير القاتل وتحميل الذنب على الفتاة بحجة لبسها أو بحجة عدم قبولها لحب الطرف الآخر .

أنا أرى أن هؤلاء في نظر القانون”مجرمون” لأن الجريمة النفسية لا تقل خطورة عن الجريمة الحقيقية فقتل الفكر يسبق ويمهد لقتل الفعل ونسبه للبس البنت لا إلى وحشية المتحرش” هذه جريمة في حد ذاتها
وهذا أبشع ما وصلنا إليه “.

 

نحتاج الى توعية دينية ، توعية إعلامية ثم رادع قوي لمنع نشر مثل هذه الافكار المسرطنة والتي بدورها تزيد من الرذيلة بمتوالية هندسية.

 

سابعا: يجب أن نعي جيدا أن المرأة هي أمك هي ابنتك هي أختك هي زوجتك فلابد من الوقوف إلى جانبها وحمايتها “أين الشهامة والشرف والشهامة التي تربينا عليها ؟!”

 

ثامنا : اعتبار التحرش جريمة مخلة بالشرف وتجريم كل من تسول له نفسه بتجريح المرأة والكلام عن لبسها وتحميلها الذنب وخاصة على وسائل التواصل الاجتماعي.

أرجوكم أرجوكم أرجوكم أتركوا الأمر للمتخصصين ، اتركوا الامر لذوي الأمر (بلاش فتاوي) .
اتركوا النصح والإرشاد والمشورة لأصحابها من رجال الدين والعلماء المتخصصين في هذا الشأن

حفظ الله مصرنا الحبيبة من كل سوء .

Related posts