من الأرشيف: ملف غرق العبارة السلام 98

إعداد\سميرعبده بخيت

غرق العبارة السلام 98 هى أحد القضايا التى هزت نفوس المصريين خاصة بسبب غموض حقيقة غرقها وهى أحد القضايا التى تم المتاجرة بها جيدا فى الفترة التى سبقت مؤامرة يناير 2011 م
وسواء ما يخص قضية العبارة أو قضية قطار العياط ………هناك بعض الأمور التى يجب أن نقرأها بعقولنا ونفكر فيها جيدا ونتساءل هل الأمر قضاء وقدر أو إهمال أم مؤامرة
كانت العبارة السلام 98 مرخص لها بالإبحار حتى عام 2010 م وكانت تلتزم بشروط الأمن والسلامه المتعارف عليها ملاحياً وفقاً للتقارير ووفقاً لما توصل إليه النائب العام وقتها نتيجة التحقيقات
العبارة السلام 98 خرجت من ميناء السعودية محملة بالركاب (فلو افترضنا انها لم تتبع اجراءات السلامة وخرجت من مصر بموافقة بعض عدماء الضمير) فماذا عن السعودية التي يغادر موانئها الكثير من العبارات التى يجب أن تخضع لشروط السلامة والأمن
أليس هذا سؤال منطقى؟؟؟؟؟
غادرت العبارة السلام 98 الميناء فى 2 فبراير 2006 م وبعدها بقليل شاهد الركاب تصاعد لدخان حريق يخرج من جراج العبارة البالغ مساحته 2000 متر وقام العاملون بالعبارة بإطفاء الحريق الذى اشتعل
وبعد اطفاء الحريق الأول ظهر دخان مرة أخرى لحريق متصاعد من الجراج فعاد العاملون بالعبارة لإطفاء الحريق الذى لم يُعرف هل كان من المخزن أو الجراج أو المحركات …وخلال اطفائهم للحريق لاحظوا ارتفاع المياه التى أطفأوا بها الحريق فى الجراج
وتعجب العمال كيف للمياه أن ترتفع فى جراج هذه مساحته !!
ويوجد به فتحات صرف تبلغ عددها 30 فتحة وقُطر كل فتحة بها 8 بوصة .فبدأ العاملون من التأكد من فتحات الصرف ليكتشفوا أن ال30 فتحة صرف مسدودين بورق وأكياس بلاستيكية !!!
وظلت المياه تتصاعد فغادر من غادر من العمال وبقى من بقى ليحاول تسليك فتحات الصرف إلا أن العبارة بدأت بالميل للجانب الأيمن بنسبة 22 درجة نتيجة تزحلق السيارات فى الجراج بسبب ارتفاع المياه بالجراج
فطالب القبطان رُكَاب العبارة بالاتجاه للجانب الأيسر من العبارة لمحاولة عمل اتزان
وقال بعض الركاب أنهم شاهدوا القبطان يغادر العبارة فى زورق والبعض لم يشاهد ذلك .كما أكد بعض الناجين أن القبطان رفض التعاون مع الراكبين فى توزيع سترات النجاة أو حتى توضيح كيفية التعامل مع سُترات الانقاذ
وقال عدد من الناجين أن القبطان رفض جميع العروض التى كان منها أن يعود إلى الرجوع إلى ميناء ضباء السعودي لأنهم كانوا قد قطعوا نصف ساعة فقط وكان يمكنه الرجوع لكنه رفض …وأيضاً رفض القبطان طلب الاستغاثة من بعض السفن أثناء الحدث
وكان يركز على شىء واحد فقط وهو رفع سرعة التقدم
ولم يرسل القبطان أى نداء للميناء أو للشركة يوضح فيه أن هناك خلل فى العبارة ؟….ونتيجة رفض القبطان توزيع سُترات النجاة قام عدد من الركاب بكسر الخزنة والحصول على السُترات وتوزيعها بشكل عشوائى
ثم بدأت العبارة فى الغوص بالبحر
والغريب فى الأمر أنه فى اللحظات التى بدأت العبارة تغرق فى البحر لم يرسل أى طلب استغاثة أو ارسال أى اشارة تدل على تعرض العبارة للخطر سواء فى ميناء ضباء أو سفاجا ولم تلتقط أى سفينة فى البحر وقتها أى اشارة استغاثة من العبارة
يجب أن تعلم جيدا أن هناك فى العبارة صندوقين أسودين :
الصندوق الأسود الأول ينفصل من العبارة بمجرد أن تبدأ بالغرق ليرسل اشارة تدل على ما تتعرض له العبارة دون تحديد لمكانها ولكن يتحدد معها لأى دولة تنتمى هذه العبارة
أما الصندوق الأسود الثانى للعبارة ينفصل بعد أن تغرق العبارة تماما وتستقر فى القاع لتوضح مكان الغرق بالتحديد واحداثياته ليسهل الوصول لمكانه من خلال هذه الاحداثيات التى تدل على مكان الغرق بششكل محدد بدقة بالغة
ولأن العبارة السلام 98 هى عبارة بنمية ترفع علم بنما وليس علم مصر فبعد انفصال الصندوق الأول للعبارة أوتوماتيكيا التقطت اسكتلندا اشارة الاستغاثة من الصندوق وعلمت أن الاستغاثة صادرة من جهاز لسفينة بنمية الجنسية تحمل اسم السلام بوكاشيو 98 وغير محدد مكان غرقها فى أى مكان بالعالم
فأرسلت اسكتلندا نفس الاستغاثة ونفس بيان العبارة إلى مركز مراقبة المهمات الأمريكي بالولايات المتحدة الامريكية والذى قام بنقلها إلى هيئة الملاحة البحرية المدنية فى دولة بنما (إلا أنه لم يتوافر لدى لجنة البرلمان المصرى أو فى التحقيقات ما يفيد بأن بنما قامت بهذا الإخطار)
وبعدها بساعتين فقط تلقى جهاز اشارات الاستغاثة ببريطانيا إشارة أخرى من جهاز الاستغاثة الآلى للسفينة بعد تحديد مكان غرقها طبقا لما هو متعارف عليه من احداثيات تلاقى خطوط الطول ودوائر العرض الجغرافية والتى وضح منها أن الحادث يقع فى منطقة الشرق الأوسط
وفى منطقة البحث والإنقاذ المصرية التى تختص دولة فرنسا بمراقبة شئون الاغاثة فيها فأرسل الجهاز البريطاني إلى نظيره الفرنسى ثم نقلها الجهاز الفرنسى للجهاز الجزائرى الذى أرسل نفس الاشارة التى تفيد غرق العبارة إلى الجهاز المصرى ولم يتسلم أحد أى اشارة وقتها أيضاً
ومن ناحية أخرى كانت السفينة سانت كاترين التابعة أيضاً لشركة السلام للنقل البحرى تغادر ميناء سفاجا الساعة 2:15 من صباح يوم الجمعة 3/2/2006 تحمل ركابا تتجه بهم إلى ميناء ضباء السعودي بقيادة القبطان صلاح جمعه على نفس الخط الملاحى الذى كانت العبارة السلام 98 تتبعه فى طريق عودتها
وكان يعلم هذا القبطان أن الموعد المحدد لوصول العبارة السلام 98 إلى ميناء سفاجا يتفق مع الموعد الذى تغادر به سفينته سانت كاترين لميناء ضباء السعودى ..وأن سلطات الميناء ومكتب الشركة هناك حاولوا الاتصال بالعبارة عدة مرات ولكنهم لم يتلقوا أى إجابة من قبطانها
كما أن العبارة لم ترسل أى نداء أو استغاثة توضح أن هناك مشكلة ما فطلب مركز البحث والانقاذ المصرى من القبطان صلاح جمعه أن يستطلع أمر العبارة السلام 98 أثناء سيره ومواصلة النداء عليها وظل القبطان يرسل النداءات للعبارة ولكن دون جدوى
وعندما اقترب القبطان صلاح من مكان حادث غرق العبارة فى حوالى الساعة 6:57 صباح يوم الجمعة
3/2/2006 رد عليه ضابط العبارة الثالث قائلاً إنه يتحدث إليه من فوق قارب نجاة وأن السفينة بوكاشيو 98 قد غرقت غرقاً تاماً حوالى الساعة 2 من صباح نفس اليوم وأنه ارسل استغاثات ولم يرد عليه احد
وقال القبطان صلاح أنه على الفور قام بإخطار مكتبى شركة السلام بسفاجا والقاهرة بالحادث الأليم عن طريق التليفون الدولى كما أخطر ميناء ضباء السعودي وبعث إشارة استغاثة إلى جميع السفن الموجودة فى المنطقة على قناة 16 all ships
ثم واصل القبطان صلاح جمعه سيره بسفينته سانت كاترين إلى ميناء ضباء السعودى دون أن يقترب من مكان غرق السفينة البائسة ليمد يد العون إلى ركابها الذين كانوا يصارعون أمواج كالجبال!!!!
وبرر القبطان ذلك بقوله أنه لم يقبل المخاطرة نظرا للظروف الجوية السيئة ومراعاةً للحالة النفسية لركاب سفينته فقرر مواصلة السير لميناء ضباء ووصل إليه فى حوالى الساعة 9:18 صباحا
المعروف أن قناة all ships 16 توصل الاستغاثة لكل السفن فى المنطقة وبرغم ذلك لم تصل الاستغاثة إلى أى سفينة من السفن فى المنطقة سواء من العبارة السلام أو من القبطان الذى ترك الغرقي يصارعون الأمواج
حتى وصلت الاغاثة عن طريق الوحدة البحرية والطائرة التى غادرت صباحاً
(أى أن سلطات الميناء والشركة كانوا يتصلون بالعبارة ولم تجب نداءاتهم وكذلك الضابط الثالث الناجى من العبارة كان يرسل نداءات للميناء ولا يجيب أحد نداءاته !!!)
مما يؤكد أنه كان هناك مشكلة ما فى الاتصالات

Related posts