عندما تستشرق الأقدار:بقلم الكاتبةمني خليل

جلست بين النخيل علي هذه الأرض الطيبة التي منحتها هذه الصلابة في تكوينها وسلوكها . ونظرت للشمس الذهبية التي استمدت من نورها لون جسدها ووجهها البرونزي ورغم الجمال والصلابة تغتصبك دموعك لتتحرر رغما عنك .. حاولت قاومت هذه الدموع لأنها تعتبرها ضعف . ولكن لم تستطيع ولفحها الهواء الساخن حتي الشمس قسيت عليها ولسعتها كأنها لا تريد وجودها وهي تبكي . حاولت أن تستظل وسط النخيل ونظرت الي مدي ارتفاعه وتمنت أن تعلو مثله في يوم من الايام ولا يستطيع أحدا أن يصل إليها ابدا . ولكن دائما ما تخونك الأقدار وانت تحسب كل الحسابات وتعقد مع الأقدار صفقة التمني فتصدمك كعادتها وتخونك وتفعل ما تريده وتتركك وسط اندهاشك مرفوع الحاجبين وبعينين حائرة وفم مفتوح. هكذا يكون حالنا لحظة الاندهاش. عندما خانت ( صفاء ) الأقدار وتركتها ونظرت لها بتعالي وانتصار وقالت لها بكل احتقار انك حقا عزمتي وحلمتي ولكن تركتك للحلم والسراب وكنت أنا الاقوي . انا دائما التي اترك لكم العنان والخيال والأحلام واخدعكم بالنهاية أظل اشاهدكم وانتم تتمنون وترسمون خطوط الوهم الوردية وتعقدوا العزم وانا انا الأقدار اغير كل شيء .. وضحكت ضحكت كثيرا وتركت صفاء وسط كل هذه الدموع .. أن صفاء كان المفروض انها عروس الغد . أصبحت أرملة قبل العرس فمات حبيبها الذي كان كل حياتها بعد أن رتبت كل شيء . كان بيتها جميل جاهز من جميع الأشياء وفستان الفرح الأبيض الذي اشتراه لها لازال بالبيت لم تمسسه بعد أن جربته وكان رائع

Related posts