بقلم: سيد علي
في السيرك السياسي العظيم، حيث تُقلب الأراجوزات خطبها كالفطير الساخن، وتُوزع الوعود كالملح في عيون الجماهير، هناك فصيل لا يُرى إلا حين يُطلب منه “التصفيق”.. إنهم “البطاريق الخضراء”
لماذا خضراء؟
لأنها لم تنضُج بعد ،،، فهي تتبع القطيع دون أن تسأل: لماذا نسير؟ وإلى أين؟ وما الفائدة من أن أكون بطريقًا أساسًا؟
– هم يُولدون بألوان الحزب، لكن عقولهم بيضاء كالثلج الذي يسيرون فوقه.. بلا بصمة، بلا سؤال، بلا حتى فضول
–
– إذا صاح الزعيم: “القفزة إلى اليسار” قفزوا.. وإن قال: “الانحناءة إلى اليمين” انحنوا.. وإن أشار إلى البحر قالوا: “إنه أزرق لأن الحزب يريده هكذا”
هم “الخضر” لأنهم يعتقدون أن السياسة “حديقة حزبهم”، وكل من خارج السور.. “عشب ضار” يجب اقتلاعه
لكن.. ليست كل الطيور بطاريق
، هناك “القادرين على الطيران” ،،، ينتمون للحزب لكنهم يُفكرون، يختلفون في الصالونات، يُحاسبون القيادات، ويقرأون الوثائق قبل التوقيع
– هم يعرفون أن السياسة مدرسة، لا ساحة تدريب عمياء.
– يعلمون أن “الولاء” ليس معناه “التبعية”، وأن “الانتماء”ليس “إلغاء العقل”
هؤلاء هم من يُذكروننا أن الأحزاب قد تُنتج “قادة”، وليس فقط “مصفقين”.. لكنهم للأسف “طيور نادرة” في سماء مليئة بالبطاريق التي تسقط بعد القائها من طيارات الحدث اللا منطقي ” حتى لو كانوا يرتدون ” البراشوت” فهم لا يستطيعون توجيهه للهبوط الآمن.
الجنود الصامتون الذين يحملون هم السياسة ليسوا بنادرين
فبين الضجيج والصراخ، هناك من يعمل في الظل.. ليسوا بطاريق، ولا طيورًا طليقة، لكنهم “صنيعية بناء “
– رجال لا يلهثون وراء كاميرات “العمل الاجتماعي”، ولا يتاجرون بوجوه الفقراء.
– يحملون “هم السياسات” لا “هم توزيع المعونات”.. لأنهم يعرفون أن “إصلاح النظام” أهم من “إطعام ألف جائع”.. لأن الإصلاح سيُطعم الملايين
هؤلاء لا يُلقون خطبًا عن “حب وطن أو مستقبله”، لكنهم “يخيطون جراحه” في صمت
يعرفون أن “المحتاج الحقيقي” ليس من يمد يده، بل من “ينتظر نظامًا عادلًا” ليُمسك بزمام حياته ، فليس من الحكمة أن يعكف الجميع و يعتزل الأمر
،،، ترك الساحة انتحار
السيرك يحتاج جميع أدواره
– البطاريق الخضراء تُضحك الجمهور بسذاجتها.
– الطيور القادرة على التحليق تُذكرنا أن السياسة قد تكون “مهنة شريفة”، و هناك من لا يبحث عن الإستفادة من الدخول في دهاليزها و ممراتها المُعتمة.
–
– الصنيعية الصامتون.. هم من يحملون السيرك على ظهورهم، بينما يلهو الآخرون تحت الأضواء!
فاختر أي دور تريد.. لكن تذكر: السياسة ليست “مسيرة بطاريق”.. بل معركة تحتاج عقولًا وأجنحة.
دمتم بخير
سيد علي