الحبُّ في الارضِ بعضٌ من تخيُّلنا

الحبُّ في الارضِ بعضٌ من تخيُّلنا

 

بقلم :-أمير البياتي

بغداد

إن أجمل غريزه زرعها الله في الانسان هي غريزةُ الحب ..

وعندما يُذكر الحبُّ يُذكرُ معهُ حبُّ الامِّ وحبُّ الوطن وحبُّ الاولاد ..الى اخره …

 

لكنني هنا في مقالي هذا سابتعدُ عن هذه الانواعِ والتفصيلات لأقول :

عندما يُذكر الحبُّ فأنَّ اولَ ما يتبادرُ الى الذهنِ حبُّ الحبيبه وهو احلى واجملُ انواعِ الحبّ … فمن خلالِه يشعرُ الانسانُ بحبِّ الحياة وديمومتِها ويستنشقُ عطرَها وطيبَها وعبيرَها وشذاها ..

 

لَمَ الخجلُ اذن من ان يتحدثَ عن الحبيبةِ في كلِّ وقتٍ ومع ايِّ شخصٍ كان ؟؟؟؟؟ .

ولَمَ الحرجُ من أن يقول الانسانُ انا احبُّ انا اعشقُ. ….. انا أهوى

وكذِبَ من يقول انا لا احبُّ ….انا لااعشقُ …..انا لا اهوى …

 

كلهم يَبحثون عن الحبِّ والعشقِ ويُخفون ذلك وإنْ سُئِلوا يَكذبوا أو يُخفوا او يَخجَلوا ولكن يبقى الاسلوبُ الذي يمتلكونه في الوصول الى قلب المرأة …….

هذا القلبُ المتينُ الذي من الصعبِ أن يخترقَه انسان ما إلاّ إذا كان يمتلكُ ادواتِه التي بها يخترقُه دون أن يحسبَ للعمر حسابا …..

 

الحبُّ لا يعرفُ السنين لأن السنين وكلَّ تقسيماتِ الزمنِ من صنعِ الانسان .

الحبُّ شئ( هيلامي ) يخترق العقولَ والقلوبَ والاجسادَ والابوابَ والحُصون والقِلاعَ والزَّمنَ والمسافات ويخرج ولا ندري ما حصلَ لنا وما أصابنا ….

فإن لم يكنِ الحبُّ موجوداً لصنعناهُ نحن صناعة ….

رحمك الله نزار قباني شاعر الحب والمرأة عندما قال :

 

الحبُّ في الارضِ بعضٌ من تخيُّلنا

لو لم نجدْهُ عليها لٱخترعناهُ

 

إذن هو قدرُنا الذي أوقفه الله في طريقنا. وليس بيدنا الخلاص منه… بل هو يُجبرك على وُلوجِه والخوضِ فيه وفي تفاصيلِه وتبقى انت وشطارتُك .. وما تمتلكُ من ادواتٍ تُوصلك الى قلب من يهواها قلبك ….

 

لم يخلقِ الرب من البشر الَّا رجلا وامرأة حبيبا وحبيبة الذكرَ والانثى :

(خلق الزوجين الذكرَ والانثى )

( وجَعلْنا بينكمْ مودةً ورحمة )

والمودة الحب. والرحمة العطف .. وكلها تدخل وتصبُّ في خانةِ العشق البشري الذي به تتورَّدُ الخدودُ خَجلا وتتطايرُ الكلماتُ بلا رابط بينها…….

 

بعدكل ذلك أقول لبعض الحكومات والدول العربية والاسلامية : اَعطوا العشاقَ بعضاً من الحريةِ في التنزِّه والتجوِّل دون قيود ورقاباتٍ وقواتِ أمن وشرطة. فذلك حقُّهم وهو جزءٌ من الحرياتِ العامة التي تكفَلها الدساتيرُ لكنَّها لا تنفذها …

وأطلقوا العنان لقلوبِهم وٱرسُموا لهم طريقاً وردياً لحياتِهم أياً كان عمرُهم

وانتم أيُّها المحبُّون لا تربطوا الهوى بسنِّ الشباب ….فقد يكونُ حبُّ الشبابِ طيشاً لكنَّ حبَْ الكبارِ عشقٌ مبنيٌّ على الصدقِ والوفاء .

 

إفسحوا المجالَ لقوافلِ العشاقِ والمحبينَ دعِوها تمرُّ لتسيرَ في طريقٍ ما رإتّه عينٌ في التاريخ كله ولا رسَمه فنانٌ بكلِّ ما يمتلكُ من خيالٍ ولا صورَّه شاعر برغم سيطرته وتلاعبه بالكلمات والالفاظ واختراعِ وابتكارِ الصور .

لولا أن الحبَّ يُسعدُ القلوبَ لما سمحَ الربُّ لانبيائِه أن تعشقَ وتهوى وتحبَّ كما أحب رسولُه خديجةَ بنت خويلد وتزوَّجها

وأحبَّ السيدة عائشة وتزوجها وأحب وأحب وأحب ……..

 

حتى إن بعض الكتب تذكر أن الرسول عندما كان يحبُّ عائشه قبل أن يتزوجها كان يقول لها ( ياعائشة إن حبك في قلبي كالعروة الوثقى ) وكان كلما زار ابا بكر في بيته كانت عائشة تسإله( كيف حال العروة الوثقى يا رسول الله ؟؟ )

اي أما زلت تحبني ؟

فكان الرسول يردُّ عليها ويقول

( إنها على حالها لم تتبدل ولم تتغير ).

 

إذن دعوا العشاق والمحبين ينعمون بنعمة الحب والعشق وهيئوا لهم ما يستوجب من مستلزمات الحياة السعيدة لأنه مَطْيَبةٌ للنفوس والقلوب وهو الذي يشعر به مريدوه بوجودهم في الحياة

انا أُحب إذن أنا موجود .

#الخبير_الاعلامي_أمير_البياتي

Related posts