البيض المسلوق.. بين فنجان القهوة وجرعة السم البطيء!

بقلم: المستشار خميس إسماعيل
أنا وقلمي وقهوتي… جلست في ركنتي أحتسي فنجان قهوتي، وأمسكت بقلمي لأكتب عن خطر قد لا تراه العين، لكنه يهدد صحتنا في صمت. خطر يسكن في طبق الفطور، في أبسط ما نعدّه لأولادنا صباحًا… عن البيض المسلوق حين يُطبخ بزيادة، فيتحوّل من غذاء مفيد إلى مصدر للتسمم والتلف.
قد تبدو كلمة “سم قاتل” مبالغًا فيها، لكنها في الحقيقة تُطلق لتحذير الناس من عادة خاطئة لا يدرك كثيرون أضرارها. البيض المسلوق – هذا الطعام البسيط الغني بالبروتين – قد يتحول إلى خطر صامت إذا لم ننتبه لطريقة سلقه وتخزينه.
أين يكمن الخطر؟
المشكلة تبدأ عندما نبالغ في سلق البيض، أو نتركه طويلًا في الماء الساخن بعد غليه. هذا التصرف يؤدي إلى تفاعل بين الكبريت الموجود في بياض البيض، والحديد الموجود في الصفار، مكوّنًا مادة اسمها كبريتيد الحديد، التي تظهر في شكل طبقة خضراء باهتة تحيط بالصفار. هذه المادة ليست سامة بحد ذاتها، لكنها مؤشر قوي على أن عملية السلق تجاوزت حدود الأمان الغذائي.
والأخطر من ذلك هو الإهمال في تخزين البيض المسلوق. فتركه خارج الثلاجة لأكثر من ساعتين – خاصة في الجو الحار – يسمح بنمو بكتيريا خطيرة مثل السالمونيلا، التي قد تؤدي إلى التسمم الغذائي، وخصوصًا للأطفال وكبار السن وذوي المناعة الضعيفة.
اعمل الصح… قبل فوات الأوان!
اسلق البيض لمدة لا تزيد عن 12 دقيقة.
بمجرد رفعه من الماء المغلي، ضعه مباشرة في ماء بارد لإيقاف الطهي.
خزن البيض في الثلاجة خلال ساعتين فقط من سلقه.
لا تحتفظ بالبيض المسلوق أكثر من أسبوع في الثلاجة.
لا تُقشر البيض إلا عند التقديم، للحفاظ على نضارته ونظافته.
أنا وقلمي وقهوتي… أكتب إليكم من قلب المسؤولية، ومن واجبي كإعلامي أن أضيء على التفاصيل الصغيرة التي تصنع الفارق الكبير في صحتنا وحياتنا.

Related posts