بقلم / سيد علي
مصر.. الصمود في وجه العاصفة ودورها الرافض للهيمنة الأمريكية
في عالم يخضع فيه الكثيرون لسطوة القوى الكبرى، تظل مصر كالطود الشامخ، ترفض الانحناء للهيمنة الأمريكية، بينما تشهد الساحة العربية -خاصة في الخليج- حالة من الرضوخ التام لإملاءات واشنطن.
السهام الموجهة نحو القاهرة من كل حدب وصوب لا تنبع إلا من إدراك الأعداء أن مصر ليست كغيرها؛ فهي العقل المقاوم، والقلب النابض بالكرامة، والصوت الذي يرفع راية السيادة فوق كل الضغوط.
مصر.. التاريخ يعيد نفسه
عبر التاريخ، لعبت مصر دور المحور الصلب في معارك التحرر والاستقلال. من مواجهة الاحتلال البريطاني إلى رفض المشروع الصهيوني، ومن تأميم قناة السويس إلى دعم حركات التحرر في أفريقيا والعالم العربي. واليوم، يعيد التاريخ نفسه، لكن بوجوه جديدة. فالضغوط الأمريكية التي تمارس على مصر عبر شروط “الديمقراطية” المزيفة، أو التطبيع مع الكيان الصهيوني، أو الخناق الاقتصادي، تصطدم بإرادة مصرية صلبة ترفض أن تكون مجرد تابع في نظام عالمي أحادي القطب.
الخليج العربي.. بين الرضوخ والمصلحة
في المقابل، نجد أن دول الخليج -رغم ما تملكه من ثقل اقتصادي وسياسي- تختار طريق المسايرة الكاملة للولايات المتحدة. من التطبيع مع “إسرائيل” إلى تبني سياسات تعزز الهيمنة الأمريكية في المنطقة، بل وحتى التخلي عن دورها التاريخي في دعم القضية الفلسطينية.
هذا الرضوخ لا يعكس ضعفًا في الإمكانيات بقدر ما يكشف عن غياب الرؤية الاستراتيجية المستقلة، وهو ما تفوقت فيه مصر،، فبينما تتحول بعض العواصم الخليجية إلى حاضنات للمشاريع الأمريكية، تقف القاهرة كحارس للهوية العربية والإسلامية.
لماذا تخشى أمريكا من مصر؟
1. العمق الاستراتيجي:
مصر ليست دولة عابرة، بل هي بوابة أفريقيا والشرق الأوسط، ومَن يسيطر عليها يسيطر على قلب العالم. رفض مصر الانصياع يُفقد واشنطن نقطة ارتكاز حيوية.
2. القوة الناعمة:
الأزهر، السينما، الأدب، الفنانون المصريون ـ (رسم ، نحت ، شعر ، إلقاء ، غناء ، تلحين ، توزيع موسيقي ، هندسة معمارية ، تمثيل ، مهنيون تراثيون ) والإعلام المصري حتى وقت محاولة إمراضه و سحب الريادة منه بشتى الطرق ـ يشكلون وعي الملايين في المنطقة. أمريكا تريد إخضاع هذا التأثير لصالح سرديتها،، و تستخدم الخليج أداة لجذب و شراء أي إنسان و مادة مؤثرة تصنع الهوية المصرية بشكل بديع ،،، ربما لم يفهم البعض سعودة الإبداع المصري لماذا؟
3. الجيش المصري: أحد أقوى الجيوش في المنطقة، والذي يحافظ على توازن القوى رغم كل المحاولات لتفكيكه أو إضعافه.
اللحظة الفارقة…… أين يتجه الصراع؟
اليوم، تُختبر مصر في معركة وجودية:
– اقتصاديًّا : عبر حرب غير معلنة لدفعها نحو الانهيار كي تقبل شروط الصندوق والبنك الدوليين.
– سياسيًّا : عبر دعم جماعات معارضة موالية للغرب، وتهديد الاستقرار الداخلي.
– إقليميًّا : عبر عزل مصر عن محيطها الأفريقي والعربي.
لكن مصر، بعقلية السيسي ومن قبله عبد الناصر والسادات ومبارك (بدرجات متفاوتة)، تدرك أن التنازل يعني الفناء.
لذا نتعامل بمنطق “الخصم لا الشريك” مع واشنطن، بينما نبني تحالفات مع روسيا والصين ودول البريكسBRICS كبديل عن النظام الغربي المفلس.
مصر.. آخر المعاقل ، و أهمها
بينما يتهاوى الكثيرون تحت وطأة الهيمنة الأمريكية، تبقى مصر ترفض محاولات الإغراق و عنف اليد الأمريكية التي لم تقوى إلا بمال و بترول و انبطاح الآخرين ، فبينما طُلب من الآخرين صب رؤوسهم بأيديهم في “براميل” الماء ففعلوا ، ترفض مصر التقييد بالأثقال محاولين إلقائبها في بحرًا عالية أمواجه
قد تكون السهام الموجهة إلينا كثيفة، لكن تاريخنا وشعبنا وجيشنا يقولون كلمتهم الأخيرة:
“لا تبيع الكرامة مهما غلا الثمن”
والدرس المستفاد واضح: مَن أراد أن يفهم معنى “القيادة” في العالم العربي ، فلينظر إلى مصر.. فما زالت، رغم كل شيء، الأم التي ترفض أن تموت
ولن أنسى مقولة هنري كيسنجر
أن تكون عدوًا لأمريكا أمرًا خطير ،،،، لكن أن تكون صديقًا لأمريكا أمر قاتل.
دمتم بخير
سيد علي