منظمة الصحة العالمية…. يموت شخص كل 40 ثانية جراء الانتحار في مكان ما حول العالم

السويس.. سماح عبد العزيز

يعتبر الانتحار أحد مشاكل الصحة النفسية التي تؤدي إلى الوفاة، فالبرغم من أن الانتحار يمكن الوقاية منه إلا أنه حسب إحصاءات منظمة
الصحة العالمية يموت شخض كل 40 ثانية جراء الانتحار في مكان ما حول العالم.
تتردد في الأخبارٍ التي نطالعها بشكل شبه يومي حوادث عن الانتحار، وأحاديثُ عن فشل المقربين من الشخص المقدم على إنهاء حياته في إثنائه عن ذلك بعد ظهور أعراض عليه مثل “الحزن والاكتئاب واليأس والإحباط”،

وبسؤال استشاريين من الأطباء النفسيين، وطلب نصائحهم حول الخطوات التي يمكن أن تساعد الشخص الذي يفكر في الانتحار فى إعادة التفكير والعدول عن قراره، ودور الأهل والأصدقاء والمحيطين به لإثنائه عن ذلك..

يوضح الدكتور علاء عبدالله طبيب النفسية والعصبية بمستشفى السويس، أن أغلب الدراسات انتهت إلى أن نسبةً كبيرةً من حالات الانتحار أو الرغبة فى الانتحار تقف وراءها أمراض نفسية مثل الاكتئاب، (الذى يعد السبب الأكبر) أو القلق أو الأمراض الذهانية مثل الفصام “الشيزوفرينيا” أو إدمان المخدرات والكحوليات.

وينبه دكتور علاء، المقربين من المصابين بالاكتئاب، ليأخذوا حذرهم، من أن مريض الاكتئاب يعانى من اضطراب فى المزاج العام وفقدان الاستمتاع بالحياة والحماس والحافز والنشاط مع تَكَوّن أفكار سلبية تميل لليأس والإحباط وقلة الثقة بالنفس والإحساس بالذنب، وهو ما يحدث معها حالات فقدان للشهية واضطرابات فى النوم، وتتوالد أفكار انتحارية ورغبة فى الموت للتخلص من كل
هذه الضغوط.

كما يعانى الشخص الذى يفكر أو يخطط للانتحار من صعوبات فى علاقاته بالمجتمع والأسرة والعمل ما يؤدى به إلى الانعزال وفقدان الحافز والرغبة فى الحياة، وهو ما يجب معه توفير رعاية خاصة لهذه الحالات عموما.

كما تحذر الدكتوره أمانى عبد الوهاب، أخصائي الطب النفسي من أن تفكير المقبل على الانتحار في إنهاء حياته يبدأ دائما بأشياء صغيرة ربما لا نلتفت إليها، وتنشأ من تراكمات نفسية يهرب الإنسان من مواجهتها أو مقاومتها ويستسلم لها.

ويوضح أخصائى الطب النفسى أن الانتحار فكرة “خداعة” لا تأتي للإنسان فجأة، لكنها تنزرع داخله، ففي البداية يفكر المقبل على الانتحار عند حدوث مشكلة ما في أنه يستطيع إكمال حياته، ومع أول فشل أو التعرض لصدمة، تنشأ فكرة الهروب هو الحل النهائي من الدنيا، ويبدأ بعدها بالتفكير فى الانتحار.

وأشارت الدكتوره أمانى إلى أنه في الأغلب يكون للمثلث “الأهل والأصدقاء والحبيب” دور في نشوء المشكلات النفسية لدى المقبل على الانتحار، إلى جانب بعض المغذيات مثل مواقع التواصل الاجتماعي “السوشيال ميديا” والمجتمع والناس، لذا يجب على الأهل والأصدقاء والحبيب الانتباه ،ومراعاة الاستماع إلى الراغب في الانتحار، وتقديره، واحتواء الموقف والتعامل معه بجدية، والتفكير معه في إيجاد حل لمشكلاته دون الهجوم عليه.

&هناك بعض النصائح للتعامل مع الشخص الذي يميل للانتحار.

**يجب الاعتراف بأن هذا الشخص مريضٌ يحتاج إلى مساعدة طبية عاجلة

**لا نحكم على مثل هذا الشخص من منطلق معتقداتنا الشخصية، كأن نقول له “انت كده متعرفش ربنا، وما شابهه ذلك

**لا يجب التقليل أو الاستخفاف بأى حديث للشخص الذى يعانى من أعراض الانتحار، أو الاعتقاد أن مجرد الوعظ والإرشاد سوف يؤدي إلى تحسن الحالة.

**لابد من توفير الدعم النفسي من الأسرة والمحيطين، كما أن إيجاد الاستقرار العائلي مهم جداً لإشعار المقبل على الانتحار أن هناك من يهتم به ويتواجد حوله ويشعر بمعاناته، .

**العمل مهم جداً في تحسن الحالة، ولذلك يجب تحفيز المريض على العمل والشعور بالمسئولية تجاه عمله، فالبطالة والأزمات المالية وعدم العمل يفاقم الأزمة.

**تنمية الوازع الديني مهمٌ جداً، لأن الانتحار يكثر لدى الأشخاص الذين يقل لديهم الشعور الديني والصلة بالله، في حين أن القريبين من الله والمؤمنين أن قتل النفس ذنب يكونون محصنين بشكل أكبر من الإقبال على الانتحار.

**نشر التفاؤل وزرع الأمل من أبرز العوامل المساعدة لتجاوز محنة التفكير في الانتحار، ويكون ذلك عن طريق التركيز على المقومات الإيجابية فى شخصية المريض،

**يجب تنمية مهارات التكيف والمرونة وعدم الصلابة والجمود في التفكير، والميل للتفاؤل والبعد عن التشاؤم والأفكار السلبية،

**تشخيص حالات الاكتئاب والقلق والأمراض الذهانية والاضطرابات الشخصية وعلاجها مبكراً ومحاربة تعاطى المخدرات والكحوليات ضرورة لتقليل نسب الانتحار والوقاية منه.

Related posts