كتب/ مي السيد
في إطار برنامج سفراء التنمية المستدامة، كانت زيارة مدرسة سيكم واحدة من التجارب الملهمة التي تجسِّد فعلاً معنى “التنمية المستدامة” على أرض الواقع.
مدرسة سيكم ليست مجرد مكان للتعلُّم، لكنها تجربة حياتية متكاملة. يؤمن القائمون عليها بأن التعليم الحقيقي ليس مجرد حفظ كتب أو معادلات، بل بناء إنسانٍ واعٍ ومُبدعٍ وساعٍ لخير الآخرين.
في بيئتها التعليمية، تشجّع المدرسة على النقاش، والاحترام المتبادل، والابتكار.
الطلاب يعيشون في مجتمع صغير يتفاعلون فيه مع بعضهم البعض، ويتعلّمون منه قيم التعاون والعمل المشترك.
المناهج الدراسية متكاملة، تجمع بين المعرفة والتربية والتعليم، لكنها تُقدَّم بطريقة مختلفة تمامًا لأنها تركز على الخبرة العملية والتطبيق لا على التلقين.
يعيش الطالب الفنّ والموسيقى والمسرح والحِرَف اليدوية والأنشطة البيئية كجزء من يومه الدراسي، فينمو وعيه وشخصيته ومهاراته الحياتية.
في سيكم، الطالب ليس متلقيًا، بل فاعل ومشارك في عملية التعلم.
أما الأجمل، فهو أن المدرسة تُطبّق فعلًا مفاهيم التنمية المستدامة في كل تفاصيلها:
في البيئة، والمجتمع، والتعليم.
ثلاثة أركان تتكامل معًا لتبني رؤية واحدة تؤمن بالإنسان وقدرته على التغيير.
الفصل هنا متنقّل
قد تراه مرة في الحقل، وأخرى تحت شجرة أو في المسرح، يملؤه الألوان والحياة.
الطالب يتعلم الحرية كما يتنفس الهواء، ويشاهد الطبيعة أمامه تُعلّمه الصبر، والانتماء، واحترام الأرض.
ليس الهدف أن “يرسم الصورة كما هي”، بل أن يعبّر عن نفسه، ويكتشف ألوان شخصيته.
في سيكم، التعليم ليس مجرد بناء معرفة، بل تربية روح وفكر ووجدان.

