صورة الدولة في مواجهة العالم: بين دور المواطن وأجهزة الدولة

 

بقلم/ سيد علي


                                     مصر

 

في عصر العولمة والتفاعل الدائم بين الدول، أصبحت صورة الدولة أمام العالم عاملاً حاسماً في تحديد مكانتها السياسية والاقتصادية والثقافية. 

 

لكن من يتحمل مسؤولية تشكيل هذه الصورة؟ 

 

هل هو المواطن العادي أم أجهزة الدولة بمؤسساتها المختلفة؟

 

الإجابة تكمن في أن كليهما شريك في هذه المهمة، لكن بدرجات وأدوار مختلفة.  

 

دور أجهزة الدولة في تشكيل الصورة الدولية 

 

تتحمل الحكومة ومؤسساتها العبء الأكبر في رسم صورة الدولة أمام العالم، من خلال:  

 

١. السياسات الخارجية: الدبلوماسية الناجحة تعكس صورة دولة مستقرة ومحترمة. كما قال وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر: “الدبلوماسية هي فن إخبار الطرف الآخر بأن يذهب إلى الجحيم بطريقة تجعله يتطلع إلى الرحلة.”  

 

٢. الاقتصاد والاستثمار: الاقتصاد القوي يجذب الاستثمارات ويعزز المصداقية الدولية.  

 

٣. الإعلام الرسمي: وسائل الإعلام الحكومية تلعب دوراً في تقديم الرواية الرسمية، لكن يجب أن تكون شفافة لتجنب اتهامها بالدعاية.  

 

٤. الأمن والاستقرار: الدول التي تعاني من اضطرابات تفقد مصداقيتها، بينما الدول الآمنة تجذب السياحة والاستثمار.  

 

دور المواطن في تعزيز صورة الدولة

 

رغم أن أجهزة الدولة تتحمل المسؤولية الكبرى، إلا أن المواطن ليس مجرد متلقٍ سلبي، بل له دور أساسي في:  

 

أ. السلوك الفردي: السائح أو المغترب الذي يحترم قوانين الدول الأخرى ينشر صورة إيجابية عن بلده.  

 

ب. الإعلام الاجتماعي: في عصر التكنولوجيا، أصبح كل مواطن “سفيراً” لبلده عبر منصات التواصل.  

 

ج. الإنتاج الثقافي والعلمي: الفنانين والعلماء والرياضيين يرفعون اسم بلدهم عالمياً. كما قال نيلسون مانديلا: “الرياضة لديها قوة تغيير العالم، قوة توحد الناس.”  

 

التحديات التي تواجه الصورة الدولية

 

أ. الصور النمطية: بعض الدول تعاني من صور مسبقة خاطئة بسبب الإعلام أو التاريخ.  

 

ب. الفساد والضعف الإداري: ينعكس سلباً على الصورة الخارجية.  

 

ج. الحروب والأزمات: تؤدي إلى تشويه السمعة الدولية، كما حدث مع دول عديدة.  

 

كيف نقدم أفضل صورة لبلدنا؟

 

أ. تعزيز الشفافية: الحكومات التي تتبنى الشفافية تكسب ثقة العالم.  

 

ب. الاستثمار في القوة الناعمة: الثقافة، التعليم، والفنون أدوات فعالة.  

 

ج. تعاون مشترك بين الحكومة والمواطن: لا يمكن النجاح دون شراكة حقيقية.  

 

صورة الدولة أمام العالم ليست مسؤولية طرف واحد، بل هي نتاج جهد مشترك بين المواطن وأجهزة الدولة. إذا تعاونا، يمكننا تقديم أفضل نسخة من بلدنا للعالم. وكما قال المهاتما غاندي: 

 

“كن أنت التغيير الذي تريد أن تراه في العالم.”

 

دمتم بخير

Related posts