شخصيات مصرية خالدة الفنان العالمي عمر الشريف

بقلم / سيد علي الرسام


العبقرية تكمن في تفاصيل دقيقة في شخصية الممثل الناجح

التعبير بالوجه و نظرات العين تحتاج إلي متمرس موهوب.

عمر الشريف ممثلٌ مصري قام بأداء عددٍ من الأدوار في السينما العالمية.

ومن أشهر أدواره العالمية دكتور زيفاجو ولورنس العرب.

**- ترشّح الشريف لجائزة الأوسكار كما نال ثلاث جوائز جولدن جلوب وجائزة سيزر.

**- كانت بدايته الفنية من خشبة مسرح كلية فيكتوريا في الإسكندرية، حيث التقى يوسف شاهين، الذي أصبح مخرجًا عالميًا. ساعد يوسف شاهين صديقه ميشيل ديميتري شلهوب على دخول عالم الفن، وهناك التقى فاتن حمامة، فشكل الأثنان ثنائيًا سينمائيًا وعاطفيًا لفترةٍ طويلة.

**بدايات عمر الشريف**

**- وُلد ميشيل ديمتري شلهوب في ١٠ أبريل ١٩٣٢ في الإسكندرية لأسرةٍ كاثوليكيةٍ ثريّة من شوام مصر ذوي الأصول السورية اللبنانية. ترجع أصول والده إلى مدينة زحلة اللبنانية، وكان والده تاجر أخشاب، أما والدته كلير سعادة فكانت سيدة مجتمع من أسرةٍ ذات أصول لبنانية-سورية أرستقراطية.

كانت له العديد من التجارب على المسرح المدرسي، والتحق ميشيل بكلية فيكتوريا البريطانية في الإسكندرية، وكان رياضيًّا منتظمًا أيام دراسته الجامعية. وبعد إنتهاء سنوات دراسته في كلية فيكتوريا، درس الرياضيات والفيزياء في جامعة القاهرة.

**- عمل بعد تخرجه مع والده لمدة خمس سنوات، محققًا أمنية والده هذه الفترة في أن يصبح ولده تاجر أخشاب، لكن قريرة ميشيل لم تكن لتهدأ، وعرف أن التمثيل هو شغفه الأول والأخير.

**- سافر إلى لندن للدراسة في الأكاديمية الملكية للفنون الدرامية.

**- بعد عودته إلي مصر قدم العديد من تجارب الأداء، كما شارك في عروضٍ مسرحية على خشبة مسرح فيكتوريا كوليدج التي كان يدرس بها. إلى أن عرض عليه زميله في كلية فيكتوريا المخرج العالمي يوسف شاهين بطولة فيلمه “صراع في الوادي” عام ١٩٥٤ مع فاتن حمامة، ومُنح اسم عمر الشريف، وهو الاسم الذي لازمه طيلة حياته.

**إنجازات عمر الشريف**

**- كان النجاح الكبير الذي حقّقه فيلم “صراع في الوادي” هو النقطة التي انطلق منها عمر الشريف نحو النجومية. وفي عام ١٩٥٥ تزوج عمر الشريف من فاتن حمامة وأنجبا صبيًّا أسمياه طارق. أما الأفلام التي جمعت بينه وبين فاتن حمامة على مدار مشواره الفنى فهي: “صراع في الوادي” عام (١٩٥٤)، “أيامنا الحلوة” عام (١٩٥٥)، “صراع في الميناء” عام (١٩٥٦)، “لا أنام” عام (١٩٥٧)، “سيدة القصر” عام (١٩٥٨)، “نهر الحب” عام (١٩٦١) و”أرض السلام” عام (١٩٦٥).

**- في أوائل الستينات التقى بالمخرج العالمي ديفيد لين الذي اكتشفه وقدّمه في العديد من الأفلام بعد نجاحه في فيلم “لورنس العرب” عام ١٩٦٢. ترشّح عمر الشريف عن هذا الدور لجائزة الأوسكار لأفضل ممثلٍ مساعد، كما نال جائزة الكرة الذهبية عن نفس الدور، فضلًا عن الشهرة التي نالها بعد أدائه هذا الدور، حيث أصبح نجمًا في أوروبا وأمريكا يتابع الجمهور أفلامه بشغف.

ومع انشغال عمر بالعالمية بدأ يهمل زوجتة وبيته، ممّا أدى إلى انفصاله عن فاتن حمامة في منتصف السبعينات.

استمر عمر بالعمل مع المخرج ديفيد لين ليلعب أدوارًا في عدة أفلامٍ منها فيلم

***دكتور زيفاجو”Doctor Zhivago” عام ١٩٦٥.

***فيلم ” The Yellow Rolls Royce” عام ١٩٦٤.

***فيلم “Green Ice” عام ١٩٨١.

وغيرها الكثير في الأعوام التالية.

وفي السبعينيات، قام بتمثيل فيلم

*** “ا The Last Valley” عام ١٩٧١.

وفيلمي ” The Tamarind Seed”، “Jaggernaut” عام ١٩٧٤، إلّا أنها لم تلقَ النجاح المنتظر نظرًا لابتعاد الغرب عن الأفلام الرومانسية آنذاك. وبعد ذلك قلّ ظهوره ممّا اضطره إلى تمثيل أدوارٍ مساعدة مثل دوره في فيلم “The Pink Panther Strikes Again” عام ١٩٧٦.

**حقائق سريعة عن عمر الشريف**

تلقى الشريف حكمًا بالسجن مع وقف التنفيذ لمدة شهرٍ واحد لضربه ضابط شرطة في كازينو في باريس في أغسطس ٢٠٠٣. وتم تغريمه بما يعادل ١٧٠٠ دولار في ١٣ فبراير ٢٠٠٧، كما أُدين بضرب وكسر أنف أحد المسؤولين عن رَكن السيارات في بيفرلي هيلز.

أكثر ما أثّر على زواجه بفاتن حمامة هو قراره بالاستقرار في أوروبا عام ١٩٦٥، حيث كان يلاقي صعوباتٍ كثيرة في استصدار تصاريح السفر في ظل صرامة نظام الرئيس جمال عبد الناصر.

إنفصل عن فاتن حمامة عام ١٩٦٦ وكان الطلاق عام ١٩٧٤.

كان ماهرًا في لعب الورق (لعبة الجسر)، حتى أنّه صُنِّف بين الأمهر على مستوى العالم.

تحدّث الإيطالية والإسبانية والفرنسية والإنكليزية بطلاقة، فضلًا عن لغته الأم العربية.

سريع الغضب، حتى أنّه خضع مجبرًا في الولايات المتحدة لدورةٍ للتحكم بانفعالاته.

**-قام عمر الشريف بتمثيل أدوارٍ كوميدية منها دورة في فيلم “Top Secret” عام ١٩٨٤، وبعدها أبتعد عن الساحة الفنية واكتفى بظهوره في البرامج والمسلسلات والسهرات وكضيف شرف ساعد ظهوره لدقائق في أي فيلم على نجاحه، كما في فيلم ” The 13 Warrior” عام ١٩٩٩

وظهر أيضًا في الكثير من الأفلام التلفزيونية.

**- أشتهر عمر الشريف في أفلامه الأجنبية بشخصية الرجل الهادئ والغامض واللطيف والمغري للنساء، بينما مثّل في أفلامه العربية جميع الشخصيات الهزلية والأدوار الجادة والرومانسية والكلاسيكية. وفي أثناء غيابه عن مصر كان لايتوقف عن العمل في مسلسلاتٍ إذاعيه مصرية منها “أنف وثلاث عيون” و”الحب الضائع”، وبعد انحسار الأضواء العالمية عنه، عاد إلى مصر في التسعينيات وتفرغ للعمل العام.

كانت أول مسلسلاته التلفزيونية عام ٢٠٠٧ وحمل اسم “حنان وحنين”. وشارك في المسلسل الفنان أحمد رمزي وسوسن بدر وهو من تأليف وإخراج إيناس بكر.

**- عُرض له فيلم حسن ومرقص مع الممثل عادل إمام وهو من إنتاج شركة جود نيوز وكان ينتظر أن يثير جدلاً في الأوساط المصرية بين المسلمين والمسيحيين ، لكن طريقة الأداء و السيناريو لم ينحرفا بالفيلم إلي هذا المنعطف ، وكان أول عرض لهذا الفيلم في ٢ يوليو ٢٠٠٨.

**- عُرض له فيلم بعنوان “المسافر” مع الممثل المصري خالد النبوي وهو من إنتاج وزارة الثقافة المصرية.

أما آخر أعماله فهو فيلم “روك القصبة”، وهو الفيلم الذى شارك فيه عددٌ كبير من نجوم السينما العربية، ومنهم الفلسطينية هيام عباس، واللبنانيتان نادين لبكي ولبنى الزبال، والمغربية راوية سالم، وهو الفيلم الذى قدمته ليلى بعد غياب ٨ سنوات منذ فيلمها المثير للجدل، “ماروك”.

**- حصل عمر الشريف عبر مسيرته على العديد من الجوائز، فقد فاز بجائزة الجولدن جلوب لأفضل ممثل في فيلم دراما عام ١٩٦٦ عن دوره في فيلم دكتور زيفاجو، وفاز بجائزة الجولدن جلوب عن فئة أفضل ممثل مساعد لدوره في لورنس العرب فضلًا عن جائزة جولدن جلوب للنجم الصاعد التي تشاركها مع كل من تيرينس ستامب وكير دولا وبيتر أوتول، ونال الكثير من الجوائز والترشيحات الأخرى، ففي عام١٩٦٢ رُشِح لجائزة الأوسكار عن أفضل ممثل مساعد ولكنّه لم يفز بها.

مُنح جائزة مشاهير فناني العالم العربي تقديرًا لعطائه السينمائي خلال مسيرته الفنية عام ٢٠٠٤، وحصل أيضًا في نفس العام على جائزة سيزر لأفضل ممثل عن دوره في فيلم ” Monsieur Ibrahim et les fleurs du Coran” لفرانسوا ديبرون. كما حصل على جائزة الأسد الذهبي من مهرجان البندقية السينمائي عن مجمل أعماله.

**حياة عمر الشريف الشخصية**

في عام ١٩٥٥ تزوج عمر الشريف من فاتن حمامة وأنجبا صبيًّا يدعى طارق. وجاء زواجهما إثر قصة حبٍّ كبيرة تعتبر من أعظم قصص الحب في تاريخ السينما المصرية، ومثّلا سويًّا العديد من الأفلام أوّلها “صراع في الوادي” وأخرها “نهر الحب”. وقد تحول عمر الشريف إلى الإسلام من أجل الزواج بفاتن حمامة، لكنهما تطلقا عام ١٩٧٤. وبعد ذلك لم يتزوج عمر الشريف أبدًا. وفي الولايات المتحدة انتشرت شائعاتٌ عن وجود علاقة حب بينه وبين النجمة العالمية الشهيرة إنجريد برجمان، ولكن لم يصدر عنهما ما يؤكد أو ينفي ذلك.

**وفاة عمر الشريف**

في 23 مايو من عام 2015 أعلن نجل الفنان عمر الشريف إصابة والده بمرض الزهايمر ومعاناته في تذكر أبرز أفلامه، كما أنّه لم يعد يميّز بين معارفه.

أُعلن عن وفاة عمر الشريف في 10 يوليو عام ٢٠١٥ بسبب نوبةٍ قلبية. أُقيمت جنازته في جامع المشير طنطاوي بأول طريق التسعين بالتجمع الخامس، وحضرها عدد كبير من أصدقائه وأقاربه، ودُفن في مقبرة بالسيدة نفيسة بالقاهرة.

Related posts