بقلم / سيد علي
هل سمعت أحدهم يقول (( ده ولا فاهم حاجه ،،،، بيقول أي كلام ،،،، تهجيص ،،،، أقل واحد بيفهم أحسن منه ،،،، حمار ولا عارف بيقول أيه ))
*** هل من ينتقد بهذا الشكل دون تحليل و توضيح الأمر بحقيقته و ابعاده يكون مخطأ أم مُصيب؟
لانتقاد دون دراسة أو فهمٍ كافٍ للأمر المُنتَقَد يمكن أن يُعتبر تصرفًا غير موضوعي وقد يدخل في عدة إطارَات اعتمادًا على الدوافع والسياق، منها:
١. المزاجية (الانفعالية العابرة)
– إذا كان الانتقاد ناتجًا عن موقفٍ عابرٍ أو رد فعلٍ انفعالي دون تحليلٍ منطقي، فقد يُوصف بأنه “مزاجي”. هنا، الشخص لا يعتمد على حقائق أو تحليل، بل على مشاعره اللحظية (مثل الملل، الغضب، الإحباط).
– مثال: انتقاد فيلم لم يُشاهده الشخص بناءً على آراء مختصرة سمعها.
٢. الحقد أو التحيز الشخصي
– إذا كان الانتقاد يستهدف الإساءة أو الإضرار بالطرف الآخر بسبب كراهية مسبقة أو ضغينة، فهذا يدخل في إطار الحقد. هنا يكون الهدف ليس تصحيح الخطأ، بل التشهير أو التقليل من شأن الآخر.
– مثال: انتقاد إنجازات شخص ما فقط بسبب خلاف شخصي معه.
٣. الجهل أو السطحية
– أحيانًا يكون الانتقاد غير المدعوم بفهمٍ ناتجًا عن نقص معرفة أو كسل في البحث، دون بالضرورة وجود نية سيئة. هذا يدخل في إطار التسرع أو اللامبالاة الفكرية.
٤. الانحياز الأيديولوجي
– قد ينتقد البعض شيئًا لمجرد أنه لا يتوافق مع معتقداتهم المسبقة، حتى لو لم يفهموه. هذا يعكس انغلاقًا فكريًّا أكثر منه حقدًا.
الفرق بين المزاجية والحقد
المزاجية تعكس عدم عمقٍ مؤقتًا، بينما الحقد يتضمن نيةً للإيذاء.
– يمكن أن يكون النقد المزاجي بريئًا (لكنّه غير مفيد)، أما النقد الحاقد فغالبًا ما يكون مدمرًا.
أخوتي
نعم ،،،،. الانتقاد دون فهم قد يكون مزاجيًّا إذا كان عابرًا، أو حاقدًا إذا كان مدفوعًا بالكراهية.
الأهم هو التمييز بين النقد البنّاء (القائم على التحليل) والانتقاد الهدّام (الذي يفتقر لأساس).
كما قال علي بن أبي طالب رضوان الله عليه
“الكلمةُ الطيبةُ صدقةٌ، وكُلُّ كَلِمةٍ تُقالُ بلا فِكرٍ فَهيَ سَيفٌ يَقطَعُ رَقبةَ صاحِبِها”.
دمتم بخير
سيد علي
مساعد أمين عام القاهرة
حزب حُماة الوطن