أصحاب سوابق.. محتجون “غرباء” في جامعة كولومبيا

متابعة //مرفت عبدالقادر احمد 

توجهت الأنظار خلال الأيام الماضية إلى جامعة كولومبيا الأميركية في مدينة نيويورك بعد اعتصام طلابي مؤيد للفلسطينيين انتهى باقتحام الشرطة والقبض على العشرات بينهم 30 طالبا على الأقل وستة خريجين وموظفان بالجامعة.

واتهمت الشرطة العشرات بتهمتي السطو والتعدي على الممتلكات، وأخلت الخيام ما أدى إلى خروج العشرات من المظاهرات المماثلة في جامعات بأنحاء العالم.

إلا أن الخبراء كشفوا أن الاحتجاجات الكبيرة والمطولة، مثل تلك التي شهدتها كولومبيا، جذبت أشخاصا لديهم مجموعة متفرقة من الأيديولوجيات والدوافع، مشيرين إلى أن ما يقرب من 30٪ من الذين تم القبض عليهم في قاعة هاملتون التابعة للجامعة يوم الثلاثاء الماضي ليس لهم أي صلة بالمؤسسة التعليمية، وفقاً لمسؤولي الجامعة.

لكن لا يزال من غير الواضح مدى تأثير “الغرباء” على حركة الاحتجاج الطلابية الشاملة في كولومبيا والكليات المجاورة، والتي بدأت منذ أكثر من أسبوعين.

في حين أكد بعض الطلاب المتظاهرين أن الرواية التي يروج لها مسؤولو المدينة والجامعة عن “الغرباء الخطيرين” الذين استغلون المظاهرات وراءها دوافع خفية.

13 معتقلاً لا علاقة لهم بالجامعة.

فقد كشف متحدث باسم جامعة كولومبيا أن 13 من المعتقلين على الأقل ليس لهم أي انتماء للجامعة. وكان من بين الباقين ما لا يقل عن 14 طالباً جامعياً في جامعة كولومبيا وتسعة طلاب دراسات عليا واثنين من الموظفين.

وقال إن ستة آخرين طلاب من المدارس التابعة، بحسب ما نقل موقع “إن بي سي نيوز”.

كذلك أوضح بن تشانغ، نائب رئيس الاتصالات في كولومبيا إن جزءا كبيرا من أولئك الذين خالفوا القانون واحتلوا قاعة هاميلتون كانوا من الغرباء.

وأضاف أنه “بينما كان 14 طالبا جامعيا في جامعة كولومبيا، كان غالبيتهم مزيجا من البالغين، بما في ذلك طلاب الدراسات العليا واثنين من الموظفين وغرباء غير منتسبين إلى جامعة كولومبيا”.

بدورها قامت “إن بي سي نيوز” بمطابقة الأسماء الموجودة في سجلات المحكمة مع الأسماء والانتماءات من دليل البريد الإلكتروني في كولومبيا، ووجدت تقريباً نفس النسبة المئوية للأشخاص الذين ليس لديهم علاقات بالجامعة.

ووجدت أيضاً أن ثمانية على الأقل من الذين تم القبض عليهم داخل قاعة هاملتون كانوا فوق سن الثلاثين، ويبدو أن الموظفين هما باحثان مبتدئان يعملان في مختبرات جامعة كولومبيا.

وبشكل عام، من بين 112 شخصاً تم القبض عليهم في كولومبيا يوم الثلاثاء، لم يكن لـ 32 شخصاً أي انتماء للمدرسة، أو 29٪، وفقاً لمكتب عمدة المدينة وإدارة شرطة نيويورك.

فيما من بين 170 شخصاً تم القبض عليهم في كلية مدينة نيويورك، لم يكن لـ 102 شخصاً أي علاقة بالجامعة، أو 60٪.

من هم الغرباء؟.

أحد هؤلاء يدعى جيمس كارلسون والذي كان يخضع بالفعل للتحقيق بتهمة انتزاع العلم الإسرائيلي من يد رجل بالقرب من الحرم الجامعي وإشعال النار فيه.

ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي يخالف فيها كارلسون، الذي لا علاقة له بكولومبيا، القانون. وتم القبض عليه في سان فرانسيسكو عام 2005 خلال احتجاج عنيف نظمته مجموعة فوضوية، وفقاً لمسؤول كبير في إنفاذ القانون.

فيما كان كارلسون وهو محامي حقوق الحيوان يبلغ من العمر 40 عاما من بين مجموعة “الغرباء المحترفين” الذين اختارهم قسم شرطة مدينة نيويورك وعمدة المدينة باعتبارهم يلعبون دورا مهما في الاستيلاء على قاعة هاملتون.

وكان كارلسون، الذي يُطلق عليه أيضاً كودي كارلسون وكودي تارلسون، أكبر المتظاهرين الذين تم القبض عليهم داخل قاعة هاميلتون.

في حين كان الشاب الأربعيني حاضرا بشكل متكرر في الاحتجاجات في جميع أنحاء المدينة منذ بدء الهجوم الإسرائيلي على غزة بعد هجوم حماس في 7 أكتوبر، وفقا لمسؤول شرطة نيويورك.

كذلك ضمت مجموعة الغرباء التي تم اعتقالها يوم الثلاثاء في كلية مدينة نيويورك رجلاً يبلغ من العمر 32 عاما وله تاريخ طويل من الاعتقالات المتعلقة بالاحتجاجات والتي يعود تاريخها إلى عام 2012 في كاليفورنيا، وفقا لمسؤول كبير في إنفاذ القانون.

وقال المسؤول إن الرجل، ويدعى رودي رالف مارتينيز، لديه سجل إجرامي في منطقة نيويورك يشمل اتهامات بالسلوك غير المنضبط ومقاومة الاعتقال وعرقلة العدالة. ولم يعرف التصرف في القضايا.

يذكر أن جامعة كولومبيا شكلت نقطة انطلاق شرارة التظاهرات المؤيدة للفلسطينيين قبل انتشارها على نطاق واسع.

فمنذ أكثر من عشرة أيام، انطلقت الحركة الطلابية من تلك الجامعة المرموقة، واتّسع نطاقها إلى جامعات عدة في الولايات المتحدة، بعدما اعتقلت الشرطة الأميركية نحو مئة طالب كانوا قد بدأوا احتلال مروج الجامعة غداة مداخلة لرئيستها في الكونغرس، دافعت فيها عن نفسها من اتهامات بمعاداة السامية في المؤسسة التعليمية.

ومنذ ذلك الحين، أوقف مئات الأشخاص من طلاب وأساتذة وناشطين لفترة وجيزة ثم أفرج عنهم، واحتجز بعضهم ورُفعت شكاوى قضائية ضدهم في جامعات عدة في مختلف أنحاء البلاد.

Related posts