ام الرشاش هل هي مصرية ام فلسطينية

ام الرشاش هل هي مصرية ام فلسطينية
****************************
سمير عبده بخيت
خادم تراب الوطن
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
كتير من المصريين معتقدين ان اسرائيل ضحكت على مصر و استولت على قريه مصريه اسمها ام الرشراش و حولتها لمدينه إيلات الحاليه.
و ده جهل ضخم بالحقيقه اللي الدوله المصريه نفسها عارفاها دون شك و ما زالت الدوله المصريه و الكتب المدرسيه تضلل المصريين ببساطه لان الدوله المصريه عاجزه او مكسوفه تقول الحقيقه للمصريين.
اسأل نفسك كده ازاي ممكن حد يضحك على حد و يستولى على قريه بحالها؟
طيب فين الناس؟
فين الأهالي؟
فين المهجرين؟
و بعدين يعني ايه انضحك علينا؟
انت عارف التفاصيل ايه اللي حصل؟
كل اللي بتعمله انك تقول ام الرشراش مصريه و كده ريحت ضميرك.
حنعرف فى السرد دا ايه الحقيقه.
منذ العام 1516 أصبحت أم الرشراش تحت السيطرة العثمانية وتراوحت بين الولاية المصرية أو ولايات جنوب الشام إلى أن استقرت منذ العام 1841 نهائياً خارج ولاية مصر.
في العام 1906 وفي الترسيم الإداري النهائي للحدود الشرقية لمصر كانت أم الرشراش خارج أراضي مصر وتتبع جنوب الشام العثماني لتصبح بهذا نهائياً لا تتبع مصر العثمانية والمملكة المصرية ثم الجمهورية المصرية لاحقاً.
أصبحت مدينة ايلات في 1952، وكانت احتلتها قوة إسرائيلية بقيادة إسحاق رابين خلال عملية «عوفيدا»، في 10 مارس 1949 وبذلك تكون آخر حملة قامت بها القوات الإسرائيلية خلال الحرب ، وما زالت بعض المنظمات غير الحكومية في مصر تطالب بها على أساس أنها “أرض مصرية”.
في 2006 أنهى وزير الخارجية المصري آنذاك أحمد أبو الغيط الجدل حول ملكية مدينة أم الرشراش بتأكيده على أنها أرض فلسطينية وفقاً لاتفاقية ترسيم الحدود بين بريطانيا والدولة العثمانية في 1906 و1922.
حجة الكتاب المصريين الذين اخترعوا مصرية إيلات أنها كانت تتبع الحكم المصري في نهايات القرن التاسع عشر، وأن الحدود التي رسمت عام 1906م هي نتيجة لصراع القوى بين الدولة العثمانية وبريطانيا و”لا تعبر عن الحدود الحقيقية”.

في أوائل يناير ١٩٤٩ الهجوم الاسرائيلي على الجيش المصري وصل قمته .
الهجوم الاسرائيلي كان كاسح لدرجه ان مش بس اسرائيل طردت مصر من النقب كلها، لا كمان وصلت القوات الاسرائيليه مطار العريش و حاصرت العريش ذات نفسها.
و اضطرت بريطانيا انها تبعت طيران يحلق فوق سيناء و العريش عشان يفهم الاسرائليين ان سينا و دخول مصر ذات نفسها خط احمر بالنسبه لبريطانيا.
مع وصول الأمور لكده يوم ٦ يناير وافقت مصر على الدخول في مباحثات هدنه تحت رعايه الامم المتحده في جزيره رودس اليونانيه و فعلا المحادثات دي بدأت في ١٢ يناير ١٩٤٩ و انتهت يوم ٢٤ فبراير ١٩٤٩ بتوقيع اتفاق الهدنه بين مصر و اسرائيل.
في خلال المحادثات دي حصل اغتيال حسن البنا يوم ١٢ فبراير ١٩٤٩ نتيجه التوتر السياسي في مصر المصاحب لهزيمه ١٩٤٨.
مصر في ظروف التوتر السياسي الداخلي حاولت انها ترفع سقف مطالبها و تطالب بانسحاب القوات المتحاربه لخط الهدنه في أكتوبر ١٩٤٨ قبل بدء الهجوم الاسرائيلي على مصر.
طبعا اسرائيل كمان طالبت بانسحاب مصر تماما من كل فلسطين.
الموقف الطبيعي اللي تبنته الأمم المتحده هو ان القوات المتحاربه تفضل في الأماكن اللي وصلتلها و يبقى فيه وقف لإطلاق النار و ان خطوط الهدنه دي متبقاش خطوط حدود دايمه.
ده هو الخط العريض لموقف الامم المتحده اللي كان في الحقيقه موقف امريكا لان مساعد الأمين العام للأمم المتحده اللي كان بيقود المفاوضات وقتها كان رالف بانش و هو ديبلوماسي أمريكي اسود.
مصر الحقيقه مكانش عندها أمل في حاجه تانيه.
مش معقول يعني جيش مهزوم هزيمه ساحقه و جزء كبير من قواته تحت الحصار في الفالوجا و العريش و غزه و عنده بقايا قوات في الخليل انه يطالب ان اسرائيل تقوله تعال اتفضل خد الارض تاني ، كلام غير منطقي.
التفاوض هو في الحقيقه دايما بيعكس اوضاع و توازنات القوى الحقيقيه على الارض، و مع وجود وضع داخلي مقلقل في مصر ، السياسين في مصر كانوا عاوزين يُخلصوا المفاوضات بأسرع ما يمكن، لدرجه ان مفاوضات مصر خلصت في شهر و نصف تقريبا في حين المفاوضات مع الاردن استمرت لحد شهر ابريل و كانت اكثر تعقيدا بكتير.
ناخذ بالنا بقى من التواريخ لانها من هنا و رايح مهمه.
يوم ٢٤ فبراير ١٩٤٩ مصر و اسرائيل وقعوا اتفاق الهدنه.
في الْيَوْمَ ده مصر مكانش عندها اي قوات في ام الرشراش و لا حتى قريب منها ، اقرب قوات مصريه كانت في الفالوجا محاصره و غزه و العريش ، الفالوجه على بعد ٢٠٠ كيلو من ام الرشراش.
يعني حتى لو قوات الفالوجه مش محاصره فهي في الحقيقه في مسرح عمليات مختلف تماما ، كمان في الوقت ده القوات الاسرائيليه ذات نفسها كانت أقصى نقطه جنوبا وصلت لها هي مدينه بير سبع اللي هي المدينه المفتاح في صحراء النقب و اللي الجيش المصري اخطأ خطأ شديد انه محطش فيها قوات دفاع كافيه و بالتالي سقطت بسهوله قدام الاكتساح الاسرائيلي (تطور العمليات الاسرائليه ضد مصر ).
طيب مصر يوم ٢٤ فبراير وافقت على ايه؟
تعالوا نقرأ بعض تفاصيل اتفاق الهدنه بين مصر و اسرائيل لان ده مفتاح سقوط ام الرشراش.
الاتفاق ده موقع عليه من ضابط في الجيش المصري ذات نفسه. و الإتفاق كامل موجود في المصدر
https://www.mfa.gov.il/mfa/foreignpolicy/mfadocuments/yearbook1/pages/israel-egypt%20armistice%20agreement.aspx
الماده السابعه
١- من المفهوم انه في بعض المناطق فإن قرب القوات المتحاربه من أطراف ثالثه ليست طرفا في هذا الاتفاق يمكن ان ينتج عنه ان يكون تطبيق كل هذا الاتفاق امر غير عملي ، و بالتالي في تلك الحالات و حتى يتم التوصل لاتفاق بين كل الاطراف فهذا الاتفاق يسري فقط على الجبهه الغربيه (الجبهه بين مصر و اسرائيل) و لا يسري على الجبهه الشرقيه (بين اسرائيل و الاردن او اسرائيل و سوريا او اسرائيل و لبنان).
٣- في المناطق من الجبهه الغربيه (الجبهه بين مصر و اسرائيل) الواقعه تحت السيطره المصريه ستحتفظ مصر فقط بمواقع دفاعيه ، و ستسحب مصر بقيه القوات لنقاط لا تتعدى خط العريش – ابو عجيله شرقا.
٤- في المناطق من الجبهه الغربيه الواقعه تحت السيطره الاسرائيليه ستحتفظ اسرائيل فقط بمواقع دفاعيه و تسحب بقيه القوات لنقاط لا تتعدى جنوبا الخط المتفق عليه في اتفاق ١٣ نوفمبر ١٩٤٨ (وقتها كانت اسرائيل في بير سبع ).
الماده الثامنة
١- سيتم تحويل قريه العوجه و ما حولها لمنطقه منزوعة السلاح محظوره على الجانبين المصري و الاسرائيلي و تحت سيطره الامم المتحده.
٢- المنطقه المنزوعة السلاح ستكون بدايه من نقطه ٥ كيلومتر شمال غرب التقاطع بين طريق رفح – العوجه و الحدود المصريه ثم تتجه جنوب شرق نحو خشم الممدود ثم الى نقطه ٥ كيلومتر جنوب شرق تقاطع خط السكه الحديد القديم مع الحدود المصريه – الفلسطينيه ثم العوده مره اخرى لنقطه البدايه.
٣- على الجانب المصري من الحدود لن تتواجد قوات دفاعيه مصريه بالقرب من العوجه و أقرب مكان مسموح به هو قريتي القصيمه و ابو عجيله.
٤- طريق طابا – القصيمه – العوجه لن يتم استخدامه من اي من الجيشين بغرض دخول فلسطين.
٥- اي مخالفه من الاطراف للمناطق المنزوعة السلاح يعد خرق خطير.
ملحق ٢:
أ- تعريف الجبهه الغربيه:
واقعه وفقا لمذكره ١٣ نوفمبر ١٩٤٨ وصولا جنوبا حتى حطه – الفالوجه ثم بير سبع و تنتهي شمالا في بير عسلوج.
ب- تعريف الجبهه الشرقيه:
هي المنطقه الواقعه للشرق من الخط المحدد في (أ) ثم في خط مستقيم حتى الحد الجنوبي الأقصى لفلسطين في نقطه هي المنتصف بين الحدود الأردنيه الفلسطينيه و الحدود المصريه الفلسطينيه.
طيب انتهت ترجمتنا لبعض الفقرات المهمه، تعالوا نفهم.
وهنا يبرز الاستخفاف بالعقل وخوض معركة تافهة من أجل قضية أم الرشراش:
أولًا: الحدود الإدارية في العهد العثماني كانت تتبدل مثلما نبدل أحذيتنا، فلا يوجد شيء يمكن اعتباره مرجع، وإذا أردنا العودة لتلك التقسيمات واختيار ما يناسبنا فبالإمكان أن نجد من يطالب بضم العريش إلى فلسطين، والبلقاء والسلط وشمال الأردن إلى فلسطين، وهكذا.
ثانيًا: الحدود المعترف بها اليوم هي الحدود التي رسمها الاستعمار، وما دمت اعترفت بدولة الاستعمار “إسرائيل” فيجب أن تعترف بحدودها التي رسمها الاستعمار لهذه الدولة.
ثالثاً: خلط الأمور وانتقاء الأحداث التاريخية من أجل اثبات وجهة نظر معينة بدون اتباع الأسس الصحيحة، هو مخالف لمنهج البحث العلمي وتنتمي لمنهج بحث البطاطا والكوسا.
سادسًا: لا يهمني أن تكون إيلات (أم الرشراش أو أيلة) مصرية أو فلسطينية، بل ما يزعجني تزوير الحقائق والتلاعب بها من أجل إثبات وجهة نظر معينة.

Related posts