يحي خليفه يكتب
لا وعي بلا ثقافة ولا ثقافة بلا قراءة
انتشرت ظاهرة عدم اهتمام الأشخاص بالمطالعة والقراءة في مناطق مختلفة حول العالم، الأمر الذي لوحظ على إثره غياب الاهتمام بالكثير من المجالات بين الأفراد، ومنها النشاطات السياسيّة، والمُشاركة في الأعمال التطوعيّة، وذلك لعدم إيمانهم الكافي بإمكانيّاتهم لإحداث التغيير المطلوب في المُجتمع، ومن جانب آخر فإنّ هذه الظاهرة قد تفشّت في الوقت الحاضر أكثر من الماضي بسبب التطوّرات التكنولوجيا المُتسارعة زيادة مصادر التشتيت، وخاصّةً بين المراهقين والشباب الذين باتوا يُفضّلون اكتساب المعلومات المسموعة عبر الإنترنت عوضاً عن قراءتها مطبوعةً في الكتب.
صعوبة القراءة لا يُمكن اعتبار المطالعة مهمّةً سهلةً دائماً، ففي الوقت الذي يجد فيه بعض الأشخاص صعوبةً في قراءة المُجلّدات والكتب الضخمة التي قد تستهلك من وقتهم الكثير، ويُعتبر اختيار كُتب المُغامرات، والكتب التي تُثير المُتعة حلاً لذلك، كاختيار الكتب التي تحوّلت قصصها إلى أفلام سينمائيّة، وقراءتها ثم مُتابعتها تلفزيونياً، لتشجيع الذات على الاهتمام بها أكثر.
لقد أصبح جليا أن الشعوب التي لا زالت تفتقد إلى الوعي والمعرفة هي التي تعيش ظروفا اقتصادية واجتماعية معقدة. فالتقدم في زماننا صار يعتمد على القراءة وتحصيل العلوم والبحث الذاتي عن حقيقة الأشياء وجوهرها. ولذلك أصبح التعليم ثروة قومية تفوق قيمتها كل المعادن الثمينة. والمجتمعات التي لا تستثمر جهودها في التعليم ونشر الوعي والمعرفة بين جميع المواطنين هي مجتمعات مهددة بالزوال والاندثار ولو بعد حين.