يحي خليفه يكتب
لا لن أطمس الماضي
الماضي يجسد الذكريات والمواقف والتي مررنا بها والإنجازات التي أنجزناها وقد يكون هذا الماضي سعيداً وقد يحمل في طياته الحزن والألم ، وأعجب من مثل هذا الذي لاينفكّ يردد عل مسامعك من باب العظة عبارة إنس ماضيك وعش حاضرك والتفت لمستقبلك وكأنه يُتحفك بحكمة عجز عقلك أن يجد مثيلا لها ،يا صاحبي: ليس الامر بهذه البساطة نحن بشر ولسنا حواسيب آليه تُمسح ذاكرتها بضغطة زر ليُعاد برمجتها من جديد ! ولماذا نحاول ذلك من الاصل ؟ وما الجدوى من خوض غمار هذه المهمة المستحيلة ؟
عفوا يا صديقي هذا الامر لا يعنيني ولا يشغل بالي، فأخطاء الماضي قد ندمت عليها بما يكفي ودفعت ثمنها واستغفرت ربي وتبت اليه عسى أن يغفر لي ما كان مني من خطايا وذنوب بحق غيري ، لم أعد اسيرا لهذا الماضي بل أنا في كامل حريتي أتعلم منه أن لا اكرر أخطائي وأتحاشى صنع اخطاء جديدة ، بعضا من ذكرياتي مهما كانت مؤلمة لم تعد تحبطني قيد أنملة ولا تقف عائقا في طريقي نحو المستقبل ، وكل ذكرياتي السيئة وتجارب الفشل والاخفاق لا تزعجني ولا تقض مضجعي بل صارت لي بمثابة قاعدة بيانات ثرية استلهم منها لحاضري ومستقبلي دروسا وعبر ، أما ذكرياتي الجميلة فإن حنيني اليها لا ينقطع هي بالنسبة لي مجموعة لوحات ثمينه تتعاظم قيمتها بمرور الزمن تستحضرها مخيلتي وقت أشاء لتبث في نفسي قسطا من السعادة والراحة أنا بأمس الحاجة لهما خصوصا في ساعات وحدة وسأم باردة يعز فيها ايجاد البديل ، فكيف لي أن أتخلى عن هذا الكنز! كلا يا صديقي ادَّخر نصيحتك : فأنا سأبقي على ذكرياتي بحلوها ومرّها حتى الرمق الاخير.
