اليوم العالمي لحقوق الإنسان

اليوم العالمي لحقوق الإنسان

بقلم الأديبة/ مها الجمل

احتفل العالم في العاشر من ديسمبر الجاري باليوم العالمي لحقوق الإنسان، والذي يمثل الذكرى السنوية ال 75 لاعتماد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، حيث اعتمدَت الجمعية العامة للأمم المتحدة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في العام 1948، وأدرجت فيه ثلاثين مادة، كلها تتعلق بحقوق الإنسان والحريات الأساسية التي يحق لنا جميعًا بأن نتمتّع بها في هذا العالم بدون أيّ تمييز على أساس الجنسية أو مكان الإقامة أو الجنس أو الأصل القومي أو العرقي أو الدين أو اللغة أو أي وضع آخر.
فحقوق الإنسان هي حقوق عالمية مترابطة ومتشابكة واضعة في الاعتبار الخصوصيات على مستوى الفرد والأسرة والمجتمع، وعليه فإن القواعد والمعايير الدولية لحقوق الإنسان والتي تقوم على تحسين فهم القيم التقليدية للبشرية، فإن الكرامة والمسؤولية والحرية هي قيم تقليدية متأصلة في كل كائن بشري، ونتقاسمها جميعًا نحن البشر كافة الشعوب والأمم نساءً ورجالًا كبيرها وصغيرها فيما بيننا، وعلينا فهمها وفهم حدودها واحترامها حتى يتم تعزيز حقوق الإنسان بالمعنى الحقيقي له.
فأنا لا أكون حرًا إذا كانت حريتي قيدًا لحرية الآخر ورأيي حجرًا على رأيه، حريتي ليست في تعزيز حقوقي وحمايتها فقط وسلب الآخر مشاعره وانتهاك كرامته والاستهزاء به والسخرية منه تحت مسمى المزاح، أنا لا أكون حرًا إذا كان الآخر غير قادرًا على أن يكون حرًا حتى في التعبير عن رفضه.
عندما نحترم الآخر و نؤمن بالرأي والرأي الآخر ونقبل الاختلاف بدون الخلاف وفق أحكام وحدود ننضبط بها جميعًا، ونعلم ونقتنع أن الاختلاف بين الناس سنّة من سنن الله تعالى في خلقه، وأن هذا الاختلاف يحقق التكامل فيما بينهم، عندما ننظم سلوكاتنا تجاه أنفسنا أولًا وتجاه الآخرين في المجتمع الذي نعيش فيه وننتمي إليه، عندما يكون النقد موجها للرأي (الفكرة) وليس للشخص المتحدث الذي يطرح الرأي وينتهي النقاش بشكل ودي وبكل احترام، وعندما لايكون التذرع بالقيم والتقاليد لتبرير الممارسات الضارة التي تنتهك كرامة البشر .. هنا نستطيع أن نحتفل فعلًا باليوم العالمي لحقوق الإنسان.

Related posts