يحي خليفه يكتب
لكل مقام مقال
“لكل مقام مقال” ثلاث كلمات يعرفها ويرددها الكثير ولكن هل نُدرك مدي قيمة هذه الكلمات القليلة التي لخصت الكثير؟! أم اننا نرددها فقط… عزيزي القارئ اسمح لي اليوم ان اترك القلم يعبث بالأفكار ليبحث بين خبايا الأحداث والأشخاص والأماكن عن مقام يعبر عني وعنك في سطور قليلة؛ فلنترك المقام ذاته يحدد طبيعة المقال ربما نكتشف معاً معني وقيمة ما نقول.
أعترف أنني أحتاج لمساحة من الوقت لتجديد الطاقة اليومية دون ضجيج أو دخول في حوارات تستنزف العقل والمشاعر، والإنصات للغير، ومعرفة ما يدور بخلده قبل أن انطق بما فى داخلي، ثم أفكر فيما أقوله مليا لأن ما سوف ينطلق به لساني سوف يكون سلاحا لي أو ضدي في أي وقت، ففي النهاية أن ما تلفظت به لن يكون ملكي بعدما انطق به، والشخص العاقل هو من يزن كلام من أمامه ويكون ردا مناسبا لما قيل.
“لكل مقام مقال” من أشهر وأفضل ما قاله أسلافنا العرب، فهذه الحكمة المكونة من ثلاث كلمات اختصرت عدة مواقف وحكايات لإيصال معناها المطلوب والمفيد إلى الجميع، وهذه على العموم الصفة الاساسية للمثل او الحكمة، اذ تفيد هذه الحكمة انه يجب على المرء أن يحسب ويزن كلماته قبل أن يخرجها من فمه ويطلقها في فضاء السامعين، وان يعرف ما المغزى من كلامه؟ وأن يعرف كلامه وخطابه موجه إلى من ؟.!! وهذا بالضبط ما جاء في معنى كلمة مقام في المعجم الوسيط حيث عرِّفت على أنها الدعوة إلى الملائمة بين القول والموقف، وفي هذا التعريف والشرح المبسط لهذا المثل تندرج معظم قواعد العلاقات العامة بين البشر اضافة الى انها تشكل اهم ناظم للعلاقات الانسانية وبنائها لاهم قواعد السلوك الانساني في التواصل والحوار.