يحي خليفه يكتب
لا تبدأ من حيث انتهى الآخرون
قبل أن نحدد هل نبدأ من حيث انتهى الآخرون أم نبدأ من جديد؟ يجب أن نفترض أولاً أننا على المسار الصحيح وإن انحرف قليلاً دون ضرر، وأننا أيضًا كذلك متفقون على الرؤية والهدف نفسه، ومن هذا المنطلق نستطيع أن نحدد ماذا نريد؟ كثير من الناس يختلفون في طريقة تعاملهم مع مجريات الأمور، وفي طريقة تخطيطهم لتنفيذ أعمالهم وطرح أفكارهم، وهذا بلا شك أمر طبيعي يحدث في المجتمعات والأفراد وفي بيئات الأعمال تحديدًا، فالله سبحانه وتعالى لم يخلقنا سواسية أو متشابهين، وإنما خلقنا بعقول وأفكار مختلفة تمامًا لنتمم بعضنا البعض، ونساعد في تنفيذ أعمالنا وأهدافنا التي نسعى إلى تحقيقها.
حينما ينادي بعض المختصين في علم الإدارة بأن يبدأ القائد الجديد من حيث انتهى غيره فإنهم يسطحون مشهد العمل الى درجة توحي بأن قيادة المنظمة تشبه قيادة سيارة أو تشغيل جهاز خلاط أو ربما وقوف أحد المشغلين بجانب جهاز ما ومراقبة مخزون الوقود داخله لكي يستمر في الدوران، هذه النصيحة أن تواصل من حيث انتهى سلفك تفترض ميكانيكية العمل وأتوماتيكيته بحيث أن مشهد العمل لا يحتاج سوى لمجهود بدني بعيدًا عن الأطر الأساسية للفكر الإداري المبني على التخطيط والتنظيم والتوجيه والرقابة والتي تمثل في مجملها جهدًا فكريًا يفوق الجهد العضلي وتعجل بصنع الفارق بين منظمة وأختها وقائد واخيه.