يحي خليفه يكتب الغول يفترس أحلام البسطاء

العولمة وأثرها على الهويّة

يحي خليفه يكتب

            الغول يفترس أحلام البسطاء

 

بات المواطن يئن ويشكو من ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة، ولم يعد المواطنين البسيطاء محدودي الدخل يستطيعون العيش بشكل ميسر، ناهيك عن تلك الطبقات التي تعيش تحت خط الفقر، وتشتعل الأسعار كل يوم بل كل ساعه بل كل دقيقه مع كل ارتفاع لسعر الدولار وهي لا تنخفض بانخفاضه والفرق يدفعه المواطن البسيط المغلوب على أمره إذ يطحنه الغلاء والحكومة تقف مكتوف الايد لا تستطيع كبح جماح الأسعار أو توقف جشع التجار والموزعين والمستوردين والمحتكرين، وجنون الأسعار يضرب أسواق الخضروات والفاكهة والألبان واللحوم وحتى أسواق الملابس الجاهزة ونناشد الحكومات بالضرب بيدا من حديد لمحاربة ارتفاع الأسعار وتفعيل دور الرقابة ومحاسبه المحتكرين والمستفيدين من تلك الازمه الطاحنة.

 

في بعض الدول يصل الناس إلى صيغة مثلى في محاربة الأسعار وذلك بعدم شراء بعض السلع فيقود ذلك لإضعاف القوة الشرائية بالأسواق، فتصبح تلك السياسة عاملاً أساسياً في استقرار الأسعار إلى حد ما وكسر حدة الركود خاصة وبعض التجار أمام الكساد ولمجابهة التزاماتهم يقومون بتخفيض هامش الربح أو الاستغناء عنه تماماً من أجل دوران عجلة الإنتاج والبيع والشراء وتنشيط حركة التعامل، وتلجأ بعض الشركات والمؤسسات الكبرى ومحلات السوبر ماركت بابتكار خطط بديلة وذلك بزيادة كميات عبوات السلع الغذائية المعبأة بنسبة معقولة مستندين إلى قاعدة لا ضرر ولا ضرار بتقديم عروض، بدلاً من التخفيض.

 

تباينت الآراء حول قضية الغلاء وتعددت الحلول وإن اختلفت في أشكالها ومساراتها وآثارها من دولة إلى أخرى، للبحث عن المخرج وهل التكافل يكفي عبر إعانات الزكاة والدعم الحكومي وهبات الأغنياء؟، وكيف تكون الحلول لعلاج المشكلة في الغذاء والمسكن والملبس والتعليم والصحة؟ ولماذا فشلت مبادرات عربية عديدة مثل السوق المشتركة والاستثمار في مشروعات تبادلية بضخ المال والاستفادة من الكوادر البشرية والخبرات الفنية؟.

الغول يفترس أحلام البسطاء

Related posts