نبيل أبوالياسين: تحت قبة الأمم المتحدة أعلنها رئيس جنوب إفريقيا وطمئن العالم  

لقد شاهد العالم بأكملة بأن الإحتلال الإسرائيلي ينفّذ الآن ومنذ قرابة العام حـرب إبادة جماعية في ⁧‫غزة‬⁩، فضلاًعن؛ جريمة التجويع الممنهجة والمخطط لها من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل معاً مسبقاً كسلاح حرب، وأن نضال الشعب الفلسطيني لتحرير دولتة المحتلة يعُد نضال مشرّف ليس لفلسطينيين وحسب بل للآمة بأكملها، وأن غزة ولبنان يعتبروا وحدة في الدم والمصير، ورسالة التضامن من صحفيون قطاع ⁧‫غزة‬⁩ إلى صحفيون لبنان، تؤكد: تقاسم الطرفين الألم والمعاناة، كما ترسي رسالة راسخة للعالم الغربي الذي يشاهد‬⁩ الإنتهاكات الصارخة لحرية الصحافة في غزة. 

وإستهدافها من قبل الكيان الصهوني ويتجاهلها فلا عجب لهؤلاء!، فقد مُزق الستار وإنكشف زيف حديثهم عن حرية الصحافة وحرية التعبير وحقوق الإنسان فجميعها كذبه، وكانت ذرائع فقط للدخول في شئون الدول العربية والإسلامية لدميرهم وسرقة ثرواتهم والأن نشاهد عندما يتعلق الأمر بإسرائيل يتم قمع كل ماذكر في عقر دارهم، ونتساءل؛ هنا أين المجتمع الدولي من لجم هذا الكيان الصهيوني الإرهابي المتغطرس؟، ولماذا إستمر الجميع بالصمت ضد أبشع إرهاب في التاريخ المعاصر، الذي إستحلّ قتل الرجال والنساء والأطفال بلا ضمير وبلا إنسانية؟. 

ولماذا لم يستجب العالم الحر لصرخات النساء والأطفال في فلسطين ولبنان؟، هل حياتهم لا تستحق أم أنهم ليس بشر كما زعم أعضاء حكومة “نتنياهو”الإرهابية!؟، أم هناك مصالح إستراتيجية متبادلة مع هذا الكيان الإرهابي؟، أم أن الضمير العالمي قد مات عندما يتعلق الآمر بجرائم إسرائيل؟، كما نتساءل؛ لماذا تستمر أجهزة السلطة الفلسطينية بالضفة الغربية في ملاحقة المقاومين؟، فهذا العمل المشبوه يعتبر تساوق كامل مع الإحتلال النازي، ومشاركة فعلية في العدوان على شعبها، لذا؛ ندعوا قيادات السلطة الفلسطينية لوقف السلوكيات المشبوهة والمرفوضة كلياً، والعمل على دفع جميع الأجهزة الأمنية للإنخراط في المقاومـة.

وفي نفس السياق؛ لقد وضح الملك”عبدالله الثاني” ملك المملكة الأردنية الهاشمية أمس الثلاثاء في كلمتةُ أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة للعالم بأسره أزمة الأمم المتحدة، وكان أبرز ما جاء في كلمتةُ التي تميزت في مضمونها، بأن الأردن لن تقبل تحت أي ظرف من الظروف بالتهجير القسري للفلسطينيين لأنها تعتبر جريمة حرب، وأن التصعيد ليس في مصلحة أي 

دولة في المنطقة، ولابد بأن تتوقف كافة الإستفزازات التي تجر المنطقة بأكملها لصراع غير محمود، وأبرز ماجاء أيضاً في كلمة الملك أنه في ظل غياب المساءلة الدولية تصبح الفظائع أمراً معتاداً.

وركز جلالة الملك “عبدالله الثاني” في كلمتةُ التي ألقاها باللغة الإنجليزية على حجم الفظائع غير المسبوقة التي تم إطلاقها على غزة والتي مازالت مستمره لقرابة عام، والتي لا يمكن تبريرها أو تجاهلها من قبل المجتمع الدولي، 

كما وضح للعالم في كلمتةُ أزمة الآمم المتحدة حيثُ قال؛ إن الآمم المتحدة تواجه أزمة حقيقيه تضرب في صميم شرعيتها وتهدد بإنهيار السلطة الأخلاقية والإنسانية معاً، وأشار؛ إلى شاحنات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة التي تقف بلا حراك على بعد أميال من الفلسطينيين الذين يتضورون جوعاً. 

كما أشار في كلمتةُ إلى أن الحكومة الإسرائيلية قتلت في غزة أطفالاً، وصحفيين وعمال إغاثة وطواقم طبية أكثر من أي حرب في التاريخ الحديث، 

والآن غدت حصانة إسرائيل من العقاب التي إمتدت لعقود أسوأ عدو لها، وأن المجتمع الدولي إكتفى لسنوات عديدة بقبول إستمرار الإحتلال الإسرائيلي للفلسطينيين، ودعا؛ في ختام كلمتةُ التي نالت تصفيق مطول من جميع الحضور جميع الدول ذات الضمير الحي، ولاسيما؛ الدول العربية والإسلامية بأن تتحد مع المملكة الأردنية الهاشمية في هذه المهمة خلال الأسابيع القادمة الحرجة. 

وأتت كلمة أمير دولة قطر” تميم بن حمد آل ثاني ” التي قالها بكل جسارة، فتميزت على المستوى السياسي والإنساني وهزت أركان حرم الآمم المتحدة ، وصدق عندما قال: في مستهل كلمتةُ إن 

الحرب في”غزة” أطلقت رصاصة الرحمة على الشرعية الدولية، وألحقت أضراراً فادحة وغير مسبوقة بمصداقية المفاهيم التي قام على أساسها المجتمع الدولي بعد الحرب العالمية الثانية، وأن ما يتعرض له الفلسطينيين في قطاع غزة والضفه الغربية اليوم من عدوان سافر هو الأشد همجية وبشاعةً والأكثر إنتهاكاً للقيم الإنسانية والمواثيق والأعراف الدولية التي تم إستباحتها من قبل الاحتلال الإسرائيلي وصمت عنها المجتمع الدولي. 

وأضاف: أمير قطر في كلمتةُ أمام الدورة التاسعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة أمس الثلاثاء، أن الحرب في قطاع غزة ليست حرباً بمفهوم الحرب المعروف والمتداول في العلاقات الدولية، بل هي جريمة إبادة جماعية بأحدث الأسلحة لشعب محاصر في معسكر إعتقال لا مهرب فيه، وأن الضحايا بمن فيهم الأطفال والنساء يعانون بشكل لا يمكن تجاهله، وتابع؛ نحن نعارض العنف والتعرض للمدنيين الأبرياء من أي طرف كان، ولكن بعد مرور عام على الحرب ومع كل ما إرتكب فيها لم يعُد ممكناً الحديث عن حق إسرائيل بالدفاع عن نفسها في هذا السياق من دون التورط في تبرير الجريمة.

وفي سياق متصل تناول”أمير قطر” الأحداث في لبنان واليمن وسوريا

وقال؛ إن الإحتلال الإسرائيلي شن حالياً حرباً على لبنان، ولا أحد يعلم إلى أي حد يمكن أن تتدهور هذه الحرب وهو ما سبق أن حذرنا منه مراراً وتكراراً، وأكد: على أن هذه الحرب لن تجلب الأمن والسلام لشمال إسرائيل، أو للبنان وأن مفتاح الأمن هو السلام العادل والشامل، وأضاف؛ في كلمتةُ أننا سنواصل بذل الجهد مع شركائنا حتى التوصل إلى وقف إطلاق النار الدائم وإطلاق سراح الأسرىّ والمعتقلين، والتوجه إلى مسار الحل العادل وفقا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، وحصول الشعب الفلسطيني على كافة حقوقه المشروعة وفي مقدمتها دولتةُ المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود 1967.

وتتوالى الكلمة لزعماء العالم حتى جاءت كلمة رئيس جنوب إفريقيا “سيريل رامافوزا” والذي إستغل فرصة وجودهُ في الجمعية العامة للأمم المتحدة، للتأكيد على موقف بلاده المناوئ للحرب الإسرائيلية على غزة، وقال؛ خلال كلمتة بإفتتاح أعمال الدورة “79” للجمعية العامة للأمم المتحدة، الثلاثاء، إن إسرائيل تطبق العقاب الجماعي ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وشدد “رامافوزا “على أن بلاده لن تبقى مكتوفة الأيدي إزاء ما يشاهده العالم من معاناة إنسانية للفلسطينيين في غزة، منوهاً؛ إلى أنه لا يمكن تطبيق القانون الدولي بشكل إنتقائي، 

وتابع؛ طالما ظل الشعب الفلسطيني محروماً من الحق في الحياة، سنظل جميعاً بعيدين عن منال السلام.

وختاماً: إنه في الوقت الذي يتحدث فيه زعماء العالم هذا الأسبوع أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، هل يتعهدون بالإلتزام بقرارتها بعدم تقديم أي دعم عسكري، أو تجاري للإحتلال الإسرائيلي غير القانوني للأراضي الفلسطينية؟بدءاً من “جوبايدن” وزعماء الدول الغربية 

لأنه لا يعقل بعد هذه الكارثة التي يشاهدها العالم بأسره في بث مباشر على الفضائيات لم يستنتج زعماء هذه الدول الكبرىّ ضرورة وقف الحرب والتوجه لحل عادل على الفور، وهل هؤلاء الزعماء لم يدركوا معنىّ فشل مجلس الأمن في تنفيذ قرارهُ بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وأثره السلبي على شعوب العالم بما فيهم دولهم!؟. 

Related posts