نحن نعيش فى اسوأ عصر، نتيجة اسوأ ثقافة ، واسوأ العادات المتوارثه ، فى مصرفقط دون سائر الأمم ، يوجد رابط بين حياتنا و نتائج الثانوية العامة ، كل عام نفس السيناريو المعاد .
بقلم : على امبابي
نفس التفاصيل وإن اختلفت المظاهر ، مع ظهور نتيجة الثانوية العامة التي تشير إلى
وجود حالة طارئة ، في بيت كان يعانى طواى عام كامل من التعايش ، غصبا وكرها مع حالة الطوارئ ؛ فالجميع يستعد
ويتأهب إنتظارا للنتيجة التى سوف يترتب عليها مصائر أفراد وبيوت ..
التعليم فى مصر
لا تتعجب أنت فى مصر ! إذا أراد الله لك أن تحصل على مجموع عالي فسوف تنعم بالتنفس بهدوء، اما اذا حصلت على مجموع درجات ، مابين المرتفع والمتدني أو ما بين الممتاذ والجيد،
وبين المقبول فأنت تحت رحمة الإحتمالات، التى سوف يعلن عنها تنسيق الجامعات .
والكليات والمعاهد المختلفه ، أما لو لم تحصل على الدرجات النهائيه ، أو لم تكن من فئة المتفوقين ، وكنت من الشريحة التى يطلق عليها ضعيف ، أو مقبول فهناك من لا يرحم ضعفك ،
وسوف يكون سبب من اسباب الضغط النفسي على الطالب والقليل فقط هم من سوف يتفهمون ذلك الأمر ويرضى بأمر الله وترتيبه ..
لاشك أن هناك فرقا فردية مابين كل طالب واخر ، المشكلة تتمثل فى اننا جميعا ننتظر المجموع المرتفع دون مراعاة لتلك الفروق الفردية بين هؤلاء الطلاب،
والتميز ليس قاصرا على الحصول ، على أعلى الدرجات فى الثانوية العامة ، فهناك من قُدر له أن يتميز في مجال آخر بعيدا كل البعد عن مجموع الثانوية العامة، و ربما يغير شكل حياته تماما..
الحقيقة أن مجموع ما سيحصل عليه طالب الثانويه العامه ، والي اي كلية سيقوده مكتب التنسيق ، ليس هو ما سيحدد شكل حياته أو يرسم مستقبله، أولا لأن المستقبل بيد الله
وهو وحده الذى يعلم الغيب ، وهو الذى يغير ولا يتغير ، وكل يوم هو فى شأن ، فالمستقبل انت لا تصنعه ، فهو يتغير في كل لحظة بأرادة الله .
المستقبل بيد الله
نحن مجرد أسباب وعلينا العمل ، لكن المستقبل والتوفيق بيد الله وحده ، لكن انت نفسك ، كلما تعرفت على نفسك أكثر ، ستجد أن تخطيطك لما تريده للشكل،
الذى تكون عليه حياتك أيضا سوف تتغير ، لهذا هناك من يقرر بعد سنوات ، من العمل أن يغير مسار عمله تماما لعمل آخر ولم يكن أصلا فى الحسبان ،
لم يكن له أي علاقة بجامعته ، أو بدراسته وتعليمه لكنه عمل واجتهد ، قام بتطوير نفسه بالدورات التدريبية ، والممارسة حتى تميز في ذلك العمل ..
وربما تكون موهبته هي مستقبله ، فلا نغفل الموهبة ، والسمات الشخصيه لكل إنسان ، ففي كثير من الأحوال تصنع الفارق ،و ناهيك عن التجارب الحياتية التى يكتسبها الشخص، نتيجة تعاملاته المختلفه مع سائر أفراد المجتمع..
لذلك اليوم عندما أنظر لخياراتي ، حين كنت على أعتاب الجامعة اقول لنفسي ، ربما لو عاد بي الزمن لفكرت بشكل مُختلف، وحتي لو لم يعد
، و ربما يمكنني الآن ان اضيف لنفسي بدراسة مختلفة، فالحياة لا تقف عند باب مكتب التنسيق ، الحياة مستمرة وانت قادر أن تعيد ترتيب خططك لها من جديد..
لذا لا يوجد ما يدعونا أن نعتبر أن الثانوية العامة، هى نهاية الحياة أو هى مصيرنا ، الذى سوف نكون عليه بقية اعمارنا ،
و مهما كان المجموع تلك هي البداية ، ضع نقطة وأبتسم وتمتع بالرضا بما قسمه الله لك ، وأبدأ مرحلة جديدة ، الثابت يا ساده أنه لايوجد مايسمى بكليات القمه ، وانما هناك مكان أو مجال معين عليك أن تكون فيه فى القمه …