فى الحادى عشر من سبتمبر ، عام 2001 قامت مجموعة إسلامية متطرفة ،تعرف باسم “القاعدة”، بالتخطيط للهجمات انطلاقاً من أفغانستان .
وذلك ، بقيادة أسامة بن لادن، محملة الولايات المتحدة وحلفاءها، مسؤولية الأزمات والصراعات ،التي يعيشها “العالم الإسلامي”.
وبحسب المعلومات، التي عملت وسائل الإعلام الأميركية على تثبيتها، أن 19 شخصاً نفذوا عمليات خطف الطائرات وتوزعوا على أربع مجموعات .
ضمت ثلاث منها خمسة أفراد والرابعة ضمت أربعة وهي التي خطفت الطائرة التي تحطمت في ولاية بنسلفانيا،وضمت كل مجموعة شخصاً تلقى التدريب، على قيادة الطائرات في مدارس طيران ، في الولايات المتحدة.
وكان خمسة عشر خاطفاً ، من مواطني المملكة العربية السعودية مثل بن لادن نفسه،
واثنان من الإمارات العربية المتحدة، وواحد من مصر وواحد من لبنان.
ماذا حدث
يوم الثلاثاء في الحادي عشر من أيلول، عام 2001، استولى “انتحاريون” على 4 طائرات ركاب أميركية، كانت تحلق فوق شرق الولايات المتحدة الأميركية، في وقت واحد.
وصدموا بها ناطحتي سحاب في نيويورك، مما أسفر عن مقتل آلاف الأشخاص،
حيث تم استخدامها كصواريخ عملاقة ، موجهة لضرب مبان بارزة في نيويورك وواشنطن.
وضربت طائرتان البرجين التوأمين، لمركز التجارة العالمي في نيويورك.
وعندما ، ضربت الطائرة الأولى برج التجارة العالمي، كان هناك ما يقدر بنحو 17400 شخص في البرجين، لم ينج أحد من الذين كانوا ، في الطوابق الواقعة فوق مستوى ارتطام الطائرة بالبرج.
لكن 18 شخصاً تمكنوا من الهروب ، من الطوابق الواقعة فوق منطقة، ارتطام الطائرة في البرج الجنوبي.
وكان الضحايا ينتمون لـ 77 دولة ، وفقدت مدينة نيويورك 441 فرداً ، من طواقم الإنقاذ والإسعاف والإطفاء، الذين هرعوا لمواقع الهجمات.
وأصيب آلاف الأشخاص مباشرة، أو في وقت لاحق بأمراض مرتبطة بالهجمات، بما في ذلك رجال الإطفاء ،
الذين استنشقوا مواد سامة ، كانت موجودة داخل حطام الأبنية.
وبعد أقل من شهر على الحادثة، ظهر مصطلح “الحرب على الإرهاب”، الذي اتخذته الولايات المتحدة الأميركية، ذريعة لعمليات الغزو .
واحتلال الدول الراغبة بنهب ثرواتها، وكانت البداية مع بدء الغزو الأميركي ، على أفغانستان في أكتوبر 2001،الذي استمر حتى، انسحاب القوات الأميركية من البلاد عام 2021.
لذلك ، كان هدفه “مكافحة الإرهاب”، وفق تصريح الرئيس الأميركي حينها جورج دبليو بوش.
وأدى إلى سقوط آلاف الضحايا المدنيين والعسكريين، وخسرت الولايات المتحدة أموالا طائلة .
وقتلى من صفوف جيشها وجيوش الدول المساندة، حيث شاركت 51 دولة في هذه الحرب، بما فيها دول “الناتو”،
وكانت أطول حرب تخوضها أميركا في تاريخها.
فأن الغزو الأميركي ، الذي كان بحجة القضاء على تنظيم “القاعدة” ، ولإلقاء القبض على بن لادن، لم يتمكن من تحقيق هدفه، عبر تحديد مكان بن لادن .
إلا بعد مرور عشرة أعوام على الهجمات، حيث تمكنت القوات الأميركية من تحديد موقع بن لادن ، وقتله في باكستان المجاورة، حبسب زعمها.
فى حين ، ورغم ذريعة أسلحة الدمار الشامل المعلنة ، فإن أسبابا أخرى ، مختلفة (سياسية واقتصادية وحتى حضارية) ، ظلت قيد التناول في وسائل الإعلام العالمية وأروقة السياسة الدولية.
وأصبح بعضها أكثر إقناعا للمراقبين، انطلاقا من سير الأحداث ، ومآلات الحرب وتكشف أسرار تحضيراتها.
اجراءات عسكرية واقتصادية
بينما ، وفي طليعة تلك الأسباب، تحمس الحكومتين الأميركية والبريطانية ، لوضع اليد على ثروة العراق النفطية الهائلة،
على الرغم من ذلك ، فقد تحدثت تقارير عديدة ، عن التحريض على غزو العراق .
من طرف مسؤولي شركات نفط أميركية كبيرة، من بينها مثلا مجموعة هاليبيرتون النفطية التي ، كان ديك تشيني نائب الرئيس الأميركي آنذاك، يتولى إدارتها حتى عام 2000.
وزادت الحكومة الأميركية ، العمليات العسكرية والاجراءات الاقتصادية، والضغوط السياسية على الجماعات التي تتهمها بانها “إرهابية”.
بالإضافة إلى زيادة الضغط على الحكومات ، والدول التي اتهمت بإيوائها، كان تصنيف المنظمات السياسية، أو الدينية على لائحة الإرهاب ، مرتبط بمصالح الولايات المتحدة الأميركية في الدولة المعنية.
و مهما كانت نتائج أحداث 11 سبتمبر ، التي “عظمت” منها أميركا لسقوط ألاف القتلى، إلا انها قفزت فوق دماء ،وأشلاء الملايين من الضحايا في أفغانستان، وباكستان والعراق وغيرها.
نتائج الهجمات الأمريكية
وفى السياق ذاته ، لا يمكن المرور بشكل عابر، على دعمها وتسليحها لـ”إسرائيل”، التي تفتك وتقتل مئات الفلسطينيين يومياً، من دون أي رادع انساني، وعلى مرأى العالم أجمع.
الشاهد أن ، الحادي عشر من شهر سبتمبر ، كان حادث استطاع تغيير وجه العالم ومستقبله.
ناهيك عن ، أنظمة سقطت، وأخرى نشأت، مناطق تغيرت ملامحها ، واتفاقيات تبدّلت وتحالفات تبددت.