حين يبوح القلب… بين صدق القلم ومرارة القهوة

بقلم: خميس إسماعيل
الأمين العام للمؤسسة المصرية للإعلام وحقوق الإنسان والتنمية
رئيس مجلس إدارة جريدة وقناة “أخبار العالم مصر بين يديك”
أنا وقلمي وقهوتي…
جلست في ركنتي الهادئة، لكي أرتشف فنجال قهوتي، أُهدئ ما في داخلي من صخب، وأفتح قلبي على بياض الورق، لأبوح بما لا يُقال، وأرسم بالكلمات وجه وطن لا ينحني، ومواقف لا يجرؤ عليها إلا الرجال.
فالعالم اليوم يغلي بالصراعات، وكل طرف يبحث عن موضع قدم، بينما مصر، رغم التحديات، تسير بخطى ثابتة نحو البناء والبقاء. نعم، نحن لا نبيع أوهامًا، بل نزرع أملًا، نعيد تشكيل الوعي، ونجدد العهد بأننا شعب لا يركع إلا لله.
وبينما نحن نبني… يتهاوى آخرون:
في تل أبيب، يتصدع عرش نتنياهو، الذي طالما رسم صورة الزعيم القوي. تقرير صحيفة معاريف الأخير كشف عن مفاوضات حول “صفقة إقرار الذنب”، في قضايا الفساد التي تطارده، مقابل الخروج من الحياة السياسية “بكرامة”. إنها لحظة فارقة في تاريخ الصهيونية السياسية، حين يصبح البقاء في الظل أفضل من السقوط في الضوء.
نتنياهو الذي راهن على الحروب والدعاية، وجد نفسه الآن أمام نيابة مستعدة لإحراجه، وقواعد يمينية بدأت تتفكك، وحلفاء عالميين كترامب بدأوا يتحدثون عن مصالح لا عن مبادئ.
وفي المقابل… مصر:
دولة تعرف متى تصمت، ومتى تتكلم. دولة تبني في وقت الهدم، وتدافع في وقت الانكسار. نحن أصحاب عقيدة واضحة:
“الله، الوطن، الشهادة، الجنة… عقيدتنا. النصر أو الشهادة… مصر قوية قادمة رغم أنف الجميع.”
نكتب لنعري الزيف، لنكشف الأقنعة، ونضيء طريق الوعي، ونقف في وجه من يتربصون بوطننا. وأمام كل هذا، يبقى قلمي هو السلاح، وفنجال قهوتي هو الرفيق، وركني الهادئ هو المساحة التي أستجمع فيها قوتي لأواصل المسير.
وفي الختام،
يبقى الوطن هو البوصلة، والكلمة الصادقة هي رسالتنا في وجه الزيف والتضليل. سنظل نكتب ونناضل ونحمل على عاتقنا أمانة التوعية والبناء، لأننا نؤمن أن مصر ليست مجرد أرض وحدود، بل عقيدة وانتماء وكرامة. وها نحن، أنا وقلمي وقهوتي، نُجدد العهد أن نظل على الدرب… درب الكلمة الحرة، والموقف الشريف، حتى آخر نفس، من أجل وطن لا يعرف الانكسار.

Related posts