الإنسانية لا تتوقف في محطة واحدة… “وسام” أنقذت الحياة في زمن القسوة


بقلم: المستشار الإعلامي والسياسي خميس إسماعيل

أنا وقلمي وقهوتي… جلست في ركنتي الهادئة لكي أرتشف فنجال قهوتي، وأمسكت بقلمي، وبدأ قلمي يكتب بكل سعادة… ماذا يحدث؟ وماذا تبقى من الإنسانية؟

في زمن يمر فيه الكثيرون مرور العابرين، دون اكتراث أو مسؤولية، تطل علينا شخصية نسائية عظيمة، ترتدي ثوب الرحمة، وتحمل بين ضلوعها قلبًا نابضًا بالإنسانية. إنها الدكتورة وسام شنودة، التي لم تكن فقط طبيبة على متن قطار، بل كانت ملاك رحمة امتد بكفيه لينقذ حياة طفل صغير بين الحياة والموت.

في قطار رقم 935 المتجه من أسيوط إلى الإسكندرية، وأثناء رحلته المعتادة، علت صرخة الكمسري:
“فيه دكتور هنا يا جماعة؟!”
فإذا بالدكتورة وسام تنهض مسرعة، تتخطى المقاعد والدهشة، لتجد طفلاً في حضن أمه المنهارة، غائبًا عن الوعي، بين الحياة والموت.
وبلا تردد، أجرت له تنفسًا صناعيًا وإسعافات أولية حتى بدأت الأنفاس تعود، لكن الطفل ما زال في خطر.

طالبت الدكتورة بإيقاف القطار فورًا لنقل الطفل لأقرب مستشفى، لكن السائق رفض، مشيرًا إلى أن المحطة التالية ستكون طنطا، أي بعد ساعة كاملة.
لكنها لم تصمت، وصرخت بكل ما في ضميرها من إصرار: “الولد هيموت!”
وإصرارها هذا دفع رئيس القطار للتواصل مع ناظر محطة بنها، وبالفعل، توقف القطار هناك، وكانت في الانتظار سيارة إسعاف مجهزة، وبرفقتها سيارة شرطة، وتم نقل الطفل إلى مستشفى أطفال بنها، حيث كُتبت له حياة جديدة.

يا لها من لحظة… حين تُبعث الحياة على يد من اختار أن يكون إنسانًا قبل أن يكون طبيبًا.



إشادة من الحملة المصرية لدعم الدولة للإعلام السياسي
تتقدم الحملة المصرية لدعم الدولة للإعلام السياسي لمحاربة الفساد ومعالجة الأفكار المتطرفة، والمشهرة برقم 21033 لسنة 2019، بأسمى آيات الشكر والتقدير للدكتورة وسام شنودة، على موقفها الإنساني النبيل.
ونؤكد أن مثل هذه النماذج يجب أن تُكرم وتُبرز في وسائل الإعلام، لأنها تمثل الأمل، والضمير، وقيمة الإنسان في أجمل صورها.



ختامًا…
في عالم يزداد فيه الجفاء وتتصاعد فيه الأزمات، تظل مثل هذه القصص المضيئة بمثابة شموع إنسانية تُنير دروبنا وتمنحنا الأمل.
الدكتورة وسام شنودة لم تكن مجرد طبيبة على متن قطار، بل كانت روحًا تحمل رسالة، وقلبًا لا يعرف الصمت أمام الألم. نحتاج أن نُكرّم هذه النماذج ونضعها في مقدمة مشهد الوطن، لأنها تُعيد صياغة معنى الانتماء، وتُعلّمنا أن البطولة لا تحتاج إلى ميادين معارك، بل إلى قلوب حية تؤمن أن إنقاذ روح… يساوي حياة وطن.



بقلم:
المستشار الإعلامي والسياسي / خميس إسماعيل
رئيس مجلس إدارة الحملة المصرية لدعم الدولة للإعلام السياسي
الأمين العام ورئيس مجلس الأمناء للمؤسسة المصرية للإعلام وحقوق الإنسان والتنمية
رئيس مجلس إدارة جريدة وقناة أخبار العالم مصر

Related posts