مساء الحنين لروحك الطيبة وبعد،

بقلم الكاتبة التونسية غفران عزوز
متابعة ايمان المليتي

لقد أحببت خيالك الجميل كما لو أن السماء أهدتني “كارما” السلام لعينيك المذهلتين!..
إن امرأة مثلك تحتاج إلى مدينة لها وحدها وكتب تكتب لها وحدها وزمن خاص بها ..لكن من سيقنع البحر أننا بإمكاننا المشي على سطحه دون أن نغرق وأننا حين نحب نلامس أشعة الشمس ولا نحترق وأن السنة ليست محكومة بأيامها وأسابيعها وشهورها أو بتعاقب الليل والنهار بل بمدى نقاء قلبينا وصفاء نوايانا..
وأن أحرف اللغة لا تكفي لوصفك وأن كلماتي تلهث كالخيول نحوك!..
فماذا تقترحين إذن أن أفعل في هذا الزمان البخيل الذي جعلني دائما معلقا بين الشهوة والحلم،بين الخطوط المستقيمة والخيوط المنحنية..فالوقت يداهمني كالعادة وأن أريد أن أرسمك بشكل أفضل قبل أن أهديك عقدا من اللؤلؤ والزئبق يزين عنقك لكي تتذكري دائما أني مررت مرة من هنا وتركت لديك قنينة عطري وأن لا تنسي عنواني وبريدي وأفكاري وكتاباتي
فهذا الزمان صار بلا ذاكرة وأنا أريدك أيقونتي ..مرفئي الآمن حين تضيق بي السبل ويصيبني دوار بحري فألقي برأسي على كتفك وأنام كعصفور مرهق!..فأنا رجل وحيد ..ترفضني الخرائط والحدود لأني مصاب بحمى التفاصيل ! وأن كل طرقي يغطيها الجليد ..فلا تديري لي ظهرك أرجوك لترحلي فأنا لا أملك من بقايا تاريخي سوى حقائب من الشجن ورزمة من الورق أدون عليها رسائلي التي التهمت نصفها ألسنة اللهب ونصفها الآخر صار عنوانها الحيرة بعد أن خاب رجائها في الوصول إلى شواطئك البعيدة.
بقلمي غفران_عزوز

Related posts