محمد مأمون يكتب : في ذكرى مولده الشريف .. رجال دافعوا عن الرسول

 

 

كتب – محمد مأمون .

فقيه ومحقق وأديب وناقد درس العلوم الإسلامية وبرع في كثير منها ، لكنه برز في علم الحديث حتى إنتهت إليه رئاسة أهل الحديث في عصره .

هو الإمام العلامة الشيخ أحمد بن محمد شاكر بن أحمد بن عبد القادر المُلقب بشمس الأئمة أبو الأشبال ، من آل أبي علياء ، ينتهي نسبه إلى الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما ، وأصله من مديرية جرجا محافظة سوهاج بصعيد مصر . ولد بدرب الإنسية قسم الدرب الأحمر بالقاهرة بعد فجر يوم الجمعة 29 جمادى الآخرة سنة 1309هـ الموافق 29 من يناير سنة 1892م .

مواقف الشيخ أحمد شاكر الفذة والنادرة والقوية في الدفاع عن جناب النبي صلى الله عليه وسلم ، ما حكاه عن موقف لوالده في مقال بعنوان [ جهل وسوء أدب ، ثم إصرار وقحة وغرور ] خاطب فيه الأستاذ الصحفي محمد زكي عبدالقادر ، صاحب عمود “نحو النور” في جريدة الأخبار المصرية بعد أن كتب مقالاً تعرض فيه لمقام سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والشيخ أحمد شاكر ظن به خيرًا ، فلم يتهمه بتعمد التعرض لجناب النبي صلى الله عليه وسلم ، وعزا خطأه ذلك إلى عدم القصد وزلة القلم ، فنصحه ودعاه للتوبة ، ولكن الكاتب أخذته العزة بالإثم فلم يتُب ولم يعتذر ، بل تمادى في غيه وضلاله ، ونفخ في روحه الغرور بالباطل والكبرياء الكاذبة بأنه رجل من رجال القانون وكاتب معروف . على حد تعبير الشيخ شاكر نفسه.

وطفق الشيخ أحمد شاكر يلقن هذا الصحفي درساً في ألف باء الإسلام وكيفية قبول النصح من الناصح أيا كان سنه أو مكانته أو وضعه ، وعرج الشيخ على بيان حُكم من شتم الرسول صلى الله عليه وسلم ، وبين له أن حكمه أنه مرتد ويجب قتله ، وأحاله على قراءة كتاب “الصارم المسلول على شاتم الرسول” لشيخ الإسلام إبن تيمية رحمه الله قائلاً “لئن قرأته لتجدن فيه علماً جماً لم يجُل بخاطرك أن ترى مثاله فيما تعرف من الكتب والمؤلفين ، إن إهتديت فإنما تهتدي لنفسك وإن ضللت فإنما تضل عليها وما أحد منا عليك بوكيل فولّانا الله وإياك بهدايته وجنبنا مواقع الفتن و مزالق الزلل ، والسلام على من إتبع الهدى” .

وموقف الشيخ ليس ببعيد عن والده ، فهو إبناً للإمام العلامة الشيخ محمد شاكر ، من علماء الأزهر النابغين ، عمل أميناً للفتوى ثم قاضياً بقضاء السودان 1900م ، ثم وكيلاً لمشيخة الأزهر الشريف 1909م .

وتعود قصة الشيخ الوالد عندما أثنى الشيخ الفصيح محمد المهدي أحد خطباء المساجد التابعين لوزارة الأوقاف على السلطان حسين خلال خطبة صلاة الجمعة مادحاً إياه بسبب تكريمه لطالب الجامعة المصرية القديمة وقتها “طه حسين” وإرساله لبعثة إلى أوروبا و لكن خانته فصاحته وغلبه حب التغالي في المدح فزل زلة لم تقم له قائمة بعدها عندما قال في خطبته “جاءه الأعمى فما عبس بوجهه وما تولى” وكان من شهود هذه الصلاة الشيخ محمد شاكر ، فقام بعد الصلاة يعلن الناس في المسجد أن صلاتهم باطلة ، و أمرهم أن يعيدوا صلاة الظهر فأعادوها ذلك لأن الخطيب كفر بما شتم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تعريضاً لا تصريحاً ، لأن الله سبحانه عاتب على رسوله صلى الله عليه و سلم حين جاءه ابن أم مكتوم الأعمى وهو يحدث بعض صناديد قريش يدعوهم فعرض عن الأعمى قليلاً حتى يفرغ من حديثه ، فأنزل الله عتاب رسوله صلى الله عليه وسلم .

وأوعز بعض المنافقين للخطيب الشيخ المهدي برفع قضية ضد الشيخ محمد شاكر بإعتبار أنه شهّر به أمام الناس ، وعزم “شاكر“على أنه إذا وصلت القضية إلى المحكمة وعُرضت أن يطلب ندب خبراء مستشرقين ليحددوا بخبرتهم في لغة العرب دلالة كلام الخطيب من الوجهة العربية أهو تعريض أم لا ؟ ثم يكون الفصل القضائي طبقا لما يقرره الخبراء ، ثم تدخلت الحكومة في الأمر خشية ما يكون من وراء هذه القضية من أحداث وأخطار وطوي بساطها قبل أن ينظرها القضاء .

Related posts