ماهو دور حقوق الإنسان في المجتمع للكاتب والصحفي الدكتور بدر جبار عريبي

ماهو دور حقوق الإنسان في المجتمع للكاتب والصحفي الدكتور بدر جبار عريبي

كتبت / سهير يوسف
حقوق الإنسان هي مجموعة مختارة من الحقوق. وهذه الحقوق يوليها العالم بأسره أهمية عالية ، وكل إنسان يستحقها.فكلمة يستحق في هذا السياق ليست صدفة , اذ ليست كل المجتمعات تعترف فعليًا بحقوق الإنسان. وجهة النظر التي تؤيد حقوق الإنسان هي وجهة نظر معياريّة ، والتي تعلن عن قواعد يجب ان ترتكز عليها العلاقات بين البشر في إطار المجتمع عامة ، وبالعلاقات بين السلطة وبين من هم خاضعين لها خاصة. فقبل أكثر من خمسين سنة ، وبتاريخ 10 كانون الأول 1948 ، أعلنت منظمة الأمم المتحدة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان كمقياس ، لتقييم الإدارة السليمة لكل نظام حكم في العالم. ويشمل هذا الإعلان 30 بندًا تفصل فيه عشرات الحقوق ، كل إنسان يستحق هذه الحقوق لكونه إنسانًا. هذه الحقوق ، للحياة ، للأمن الشخصي ، للحماية من المطاردة ، للمواطنة ، لمجموعة كبيرة من الحريات ، للمساواة (منع التمييز لأسباب مختلفة) ، للكرامة الإنسانية ، لإجراء عادل ومجموعة من الحقوق الاقتصادية ، الاجتماعية والثقافية. المخلوق البشري هو أولاً مخلوق ذو عقل : يرغب وكذلك يستطيع أن يختار لنفسه أهدافا وطرقا لتحقيقها ، ومن وقت لآخر يمكنه تغيير أهدافه او الطرائق لتحقيقها. كذلك له رأي حول ما هي الحياة الجيدة، ويرغب في تطويرها من خلال المشاركة في برمجة الاهتمامات الاجتماعية ، ولو قليلا ,خاصة إذا كانت القرارات المطروحة على جدول الأعمال الاجتماعي يمكنها أن تؤثر عليه. إضافة لذلك، فالإنسان معرض للمس بجسمه وعقله، يمكن لجسمه أن يتعرض للمرض أو الإصابة،و يمكن لعقله أن يمرض أو يتعرض للإهانة. كما ان الاصابة بالمرض الجسمي أو النفسي يمكنها أن تؤخره عن تحقيق أهدافه. فالإنسان السليم بعقله وجسمه يستطيع أن يتركز في إدارة حياته كما يرغب. (ما دام لا يمس بالآخرين). والميزة الأخرى للمخلوق البشري تُرينا أنه ليس كاملاً ، فعندما يعيش في مجتمع (وكل الناس يعيشون في مجتمع ما) ، يمكن ان يتواجد في ظروف مختلفة،او انه موجود بمواقع مسؤولية يمكن أن تؤثر على مصير الآخرين (وليس فقط بواسطة القوة الجسمانية) . يكفي أن ننظر إلى الواقع لنرى نماذج كثيرة ، يستعمل فيها الإنسان قوته وصلاحياته حتى يطوّر مصالحه ، وأحيانًا على حساب الآخرين ،. هناك من يقول أن المخلوق البشري, بطبيعته , لديه غريزة القوة والتسلط على الآخرين ، ولكن يمكن ألا نلتزم بهذا الموقف ، وأن ندعي ، أنه عندما تكون المصلحة الشخصية للإنسان (أو المصالح الجماعية للمجموعة) غير مؤمنة ، عندها ، وإذ كان لديه قوة أو صلاحية ، لا يتردد أحيانًا للعمل على تطوير مصالحه على حساب مصالح مجموعات أخرى ، ولا يهم إذا كان المس يأتي باسم الأيديولوجية أو المنافسة على الميزانية ، أو حب التسلط والقوة. هذه الميزة للإنسان يمكن التعبير عنها يوميًا وفي كل دوائر الحياة الاجتماعية . حقوق الإنسان هي قائمة من الحقوق ، تدعي دول في العالم بأنها مطلوبة لكل مخلوق بشري أيا كان ، لكي يستطيع أن يعيش في مجتمع كمخلوق ذو عقل حتى يشعر بأن له كيان كمخلوق بشري ، وحتى يستطيع الاختيار لنفسه أهدافًا شخصية وطرقًا لتحقيقها ، ولكي يتمكن من التواصل مع مجموعات ذات أهداف مشتركة ، ولكي يستطيع طرح رأيه في الأمور المتداولة على جدول أعمال مجتمعه .

Related posts