قرأه فى رحاب”عابرو الربع الخالي “للشاعره هويدا عطا والناقد د. حسام عقل

 

قرأه فى رحاب”عابرو الربع الخالي “للشاعره هويدا عطا والناقد د. حسام عقل
كتبت / إيمان الحملى

أقيمت بنقابة الصحفيين ندوه للشاعرة والمؤرخة هويدا عطا
بحضور الناقد الدكتور حسام عقل في قراءة لعابرو الربع الخالى وقال :علينا ان ندفع بهذا الكتاب الى الأفق الأن ،لأننا بلحظة إحباط عربية وهو يثبت لنا أن هناك أملا جديدا وأرضا جديدة وأمكانات جديدة للنهوض والأنطلاق ،لأول مرة أجد كتاب بدون أى خطأ لغوى.. فلابد أن نثمن مافي هذا الكتاب من أداء لغوي رشيق يتسم بالسموق والرفعة.

وتحدث الكاتب الروائى عادل سعد : لابد من التعاون مع مؤسسة هويدا عطا الثقافية لما تقدمه من ثقافة حقيقية.

وفضيلة الدكتور أسامة الأزهري كبير الأئمة بوزارة الأوقاف

قدم الناقد الدكتور القدير حسام عقل قراءة نقدية فى الكتاب التاريخى الشهير عابرو الربع الخالى –مرافقو مبارك بن لندن يتكلمون والذى حصل منذ شهور من ضمن أفضل مائة كتاب بالعالم من موسوعة لندن للأرقام القياسية للكتب والأول على الكتب فى موقع بافارياترى العالمي وذلك فى الندوة الفكرية التى أقيمت للكاتبة بملتقى الأربعاء بنقابة الصحفيين والذى يقدمه الإعلامى صفوت ناصف فى حضور لفيف من مشاهير الأدب والأعلام على رأسهم الدكتور شريف الجيار أستاذ النقد الأدبي بجامعة بنى سويف والذى أهدته. الكاتبة أخر أصدراتها كتاب “أيام الفيروز ” والكاتب عادل سعد مدير مركز التراث التابعة لمؤسسة دار الهلال ، بمنصب مقرر شعبة المحررين الثقافيين بنقابة الصحفيين والذى حرص على حضور الندوة وأثنى على الكاتبة وطالب بأهمية التعاون مع مؤسسة هويدا عطا لثقافة والإبداع وتنمية المجتمع لما تقدمه من منظومة ثقافية راقية وذات قيمة .

حيث قال في البداية “تحية عاطرة الى ملتقي الأربعاء صالون الوردانى ناصف الذى تربينا في رحابه جميعا وتمتد الاسرة والسلسال الى الكاتب والأعلامى صفوت الذى يواصل بكل قوة وإيمان بما يقوم به ،وتحية عاطرة للسفيرة هويدا عطا صاحبة الباع في الشعر والإبداع والحضورالإعلامى القوى سواء بمصر أو الأمارات وكنت قد قرأت لها ديوانا بديعا بعنوان حرير الحزن وهو يشى لنا بشاعرية حقيقية ،لكن هذا الكتاب حقق لنا حضورا عالميا، لأننى بالفعل تتبعت مؤشر البحث فوجدت مواقع ذات ثقل فى بريطانيا ، دشنت هذا الكتاب”عابرو الربع الخالى” ضمن أهم مائة كتاب بالعالم
بالفعل ، لمايحويه من فحاوى ومضامين ومعلومات جديدة عن إكتشاف هذه المساحة التى نسميها بالربع الخالي والكتاب يقع فى 122 صفحة وهوبالتأكيد ينتمى إلى مانسميه بأدب الرحلة وأنا أعتقد أن العرب أصحاب باع كبير فى نطاق او اطار مانسميه بأدب الرحلة فنحن من أوائل الأمم والشعوب التى عالجت أدب الرحلة وأمتد حتى وصلنا إلى كتاب أنيس منصور الشهير حول العالم فى 200 يوم وهو من الكتب التى حصدت جوائز محلية وعالمية كثيرة واذكر ان انيس منصور قال فى مقدمة كتابه دائما مايزدهر أدب الرحلة في أوقات الأحباط فقد كتب حول العالم فى 200 يوم فى أعقاب هزيمة 67 قال أنا أردت أن أثبت للشباب أن هناك أملا جديدا وأرضا جديدة وإمكانات جديدة وأن هذه الإنتكاسة ليست نهاية العالم.

وأكد د.حسام عقل قائلا : أنا أعتقد أنه من الذكاء أن ندفع بهذا الكتاب الأن لإننا في لحظة إحباط عربية و أعتقد أن أدب الرحلة وهذا الكتاب يمكن أن يعيد نفس الرسالة وأن يثبت لنا أن هناك أملا وأرضا جديدة وإمكانات جديدة للنهوض والإنطلاق.

فقال : نحن طبعا بالتراث العربى لانستطيع أن نغفل رحلات ابن زبير والمقدسى الأدريسى وابن حوقل كل هذه رحلات مهمة جدا وسجلت من خلال كتب مهمة جدا،
يمكن أن نقول: أن أدب الرحلات بلغ ذروته على يد ابن بطوطة صاحب الكتاب الشهير تحفة النظار ، والذى حقق حضورا عالميا وكان من أبرز المستشرقين الذين أبروزا هذا الكتاب المستشرق جيب ونشره من ضمن مايسمى برودواى ترفلرس سنة 1929.
أن أدب الرحلة من الأنواع أو الأجناس الأدبية التى لايسهل الكتابة فيها ، بمعنى إنه ليس سهلا أن تكتب أدب رحلة بمجرد إنك زرت قطرا أو وطن ،لأن أدب الرحلة يحتاج الى دقة في الرصد وقدرة على الوصف ، واستخدام المفردات المناسبة و الأداء اللغوى المناسب ،و اعتقد أن كل هذه الصفات تحققت في هذا الكتاب ، ولم أستعجب أن الكتاب طبع عن طريق وزارة الثقافة الإماراتية لأن هذا الكتاب يخلد لحظة من أمجد لحظات التاريخ الاماراتى.

فتحدث عن الإمارات عندما كانت صحراء ، والإمارات بعد أن أصبحت أبنية وعمائر كبيرة وضواحى ومدنا كبيرة ،حتى عن الرحالة نفسه .
وليفريد ثيسجر لما عاد إلى الامارات فى عام 1987 وكان قد وجدها صحراء جرداء من قبل ، فهاله حجم التغير الذى حدث فقال عبارته “فبعد أن كانت الحياة خالية من كل شئ أصبحت مليئة بالحدائق”
فهذا الكتاب علي صغر حجمه فهو يقع فى 122 صفحة يصور لنا لا أقول جغرافيا الامارات وصحراء الربع الخالى لكن أستطيع أن أقول إنه يصور أيضا تاريخ الخليج العربي عندما كان صحراء ثم بعد أن أصبح أكثر تحضرا وتمدنا
الكتاب هو مزيج من عدة أشياء فهو ينتمى الي أدب الرحلات بالقطع ..لكن ينتمى ايضا الى ادب التحقيق الصحفي
لكننى انا ايضا أريد أن اعرف واتسائل : كيف إستطاعت هويدا عطا الوصول إلى هؤلاء الذين قاموا بالرحلة منذ أكثر من 65سنة حيث تراها تبحث عنهم بمدينة العين ومدينة بنى ياس حتى أستطاعت الوصول إليهم هذا يدخلنا فى مجال الريبورتاج الصحفي أو التحقيق الصحفي ثم إنها تدير مع هؤلاء الأربعة الذين قاموا بالرحلة حوارات حتى تستطيع معهم أن تستعيد الرحلة مرة أخرى وهذا يدخلنا فيما يسمى بالمحاورة الأدبية أو مايسمى ليترري انترفيو .
وبالمناسبة هذا نوع أدبى قائم بذاته ،فلوقلت لي هل هناك توجد كتب عربية تنتمي إلى فن المحاورة الأدبية ؟ أقول : نعم يوجد ، مثلا هناك كتاب نجيب محفوظ يتذكر لجمال الغيطانى هذا يدخل فى نطاق فن المحاورة الأدبية وهو فن قائم قائم برائسه .
فالكتاب جمع بين عدة خيوط وخطوط مكتوب بأداء لغوى شديد الرشاقة وليس في الكتاب خطأ لغوى واحد هذه مسألة نادرا مانقوله عن الكتب فى الندوات وهذا حق أصرح به فلأول مرة أرى بكتاب ليس به خطأ لغوى واحد .
هو ميزه أولية ،أ نا مشكلتى مع الكتب التى ظهرت فى الفترة الأخيرة أنه عندما أقول أن هناك كتاب ظهر بصورة جيدة فلابد أن يكون على الأقل فيه 3 أو 4 أخطاءلغوية ، وهناك كتب وصلت إلى جائزة البوكر الطويلة والقصيرة يوجد بها مابين 33 و35 خطأ لغوى ، معنى هذا أنه لابد أن نثمن غاليا مافي هذا الكتاب من أداء لغوي رشيق ويتسم بالسموق والرفعة .
الكتاب يمضى على أساس أن يقسم ألى 5 فصول ، أربعة فصول كل فصل يتحدث عن أحد رفاق الرحلة الذين صاحبوا هذا الرحالة البريطانى الذى لقب بمبارك بن لندن وهناك فصل خامس عبارة عن ختام أو إطلالة بانورامية على هذه الرحلة ، هناك نوع من الثوابت فى كل فصل على إنها تبدأ كل فصل باقتباس من هذا الرحالة البريطانى وهو رحالة غريب جدا يتسم بالشجاعة .
حتى قيل عنه بالكتاب ولا أعرف إذا ماكان هذا الكلام له نصيب من الصحة أم من أساطير العرب إنه أستطاع ان يقتل بالسودان 70 أ سدا على مدى 5 سنوات وهذا يدل على إنه تمرس بأدب الرحلة داخل الصحراء وبهوام الصحراء ووحوش الصحراء وقطاع الطرق بالصحراء .

لكن على أى حال لم يخلو الكتاب من سحر الصحراء العربية ،فالصحراء العربية بالأدب الأوربي ،لها سحر خاص ، وقد تذكرت إننى بعد ان أنهيت الكتاب ، رواية إسمها الصحراء لجان ماريلو اكليسو وهى رواية من الروايات المهمة جدا “فانتزيا الصحراء العربية ” فأنا أعتقد إنه من أسباب اعجاب الأوربين بهذا الكتاب ” عابرو الربع الخالى” إنه نقل لهم فانتزيا الصحراء العربية بما فيها من صور واخيلة وقدرة على إثارة الخيال الطليق الحر بلاقيود
الرحلة سجلت في كتاب من قبل وهذه صعوبة أخرى وتحديا أخر أمام هويدا عطا إنها لاتذهب إلى مساحة بكر تماما ، لأن الرحالة البريطانى نفسه سجل هذه الرحلة في كتاب بعنوان “الرمال العربية ”وبالتالى فهى تعيد تكرار الرحلة مرة أخرى وتنظر إليها من زاوية أخرى وتدير حوارا مع أبطال الرحلة بعد مضى أكثر من 6 عقود من الزمن .
يعنى هؤلاء الذين قاموا بالرحلة بعضهم بدأ الرحلة وعمره 17 عشر وأخر عنده 25 عاما فهى لقيتهم بعد أن إهتدت ووصلت إليهم بعد أن أصبحوا شيوخا يجترون ذكريات الرحلة التى يفصلها عنهم 6 عقود من الزمن ، وهناك صعوبات كثيرة بالكتاب :أ ولا الوصول الى أبطال الرحلة فهى أصطحبت معها المصور وبدوا يضربون فى الصحراء بمدينة العين وبنى ياس والنهضة وغيره وغيره بحثا عن هؤلاء الأربعة هذه صعوبة ،ثم بدأ الحوار معهم وإنها تستل الأسرار الجديدة لم تعرف من قبل عن الرحلة هذه صعوبة أخرى والصعوبة الثالثة إنها تضفر هذا كله في نسيج سردى ليخرج الكتاب رائقا للقارئ المعاصر،ل يس مجرد تأريخ لرحلة هذا ماصنعه انيس منصور هذا ماصنعه الشدياق هذا ماصنعه عبدالله باشا فكرى ، كل الذين عالجو أدب الرحلة فى العصر الحديث كانوا معنيين بقضية القالب الفنى .

بدأت بتصدير الكتاب بعبارة لقائد الرحلة الرحالة البريطانى يقول فيها لكن واحد من هذه الأمكنة لم يغزنى كما صنعت فى صحراء الجزيرة العربية ، إذن هو مرتبط بالعرب بالجزيرة العربية ومن الواضح تماما أن هذا الرحالة محب للعرب أى لايتعامل مع العرب بعجرفة أوغطرسة وفى بعض المشاهد واللقطات وجدنا هذا الرحالة البريطاني يتباسط مع العرب ويجلس معهم ويأكل الكبسة معهم بمنتهى الأريحية ،والتسامح والحضور الإنسانى ، فهناك مشاهد غريبة جدا وهو يجيد العربية ، أى يخاطبهم باللغةالعربية ، فاندماجه وأنصاره فلاحظوا معي أن هناك رحالة حاولو عبور الربع الخالى قبل ذلك وفشلوا وهو الرحالة توماس لم يستيطيع أن يكمل الرحلة ومعنى هذا ان الرحالة البريطانى نجح فى أن يكمل الرحلة .
والكاتبة هويدا تقول :أنا ساقوم برحلة داخل الرحلة هذا هو التعبير الذى أستخدمته فى مقدمة الكتاب ، فى رحلة تاريخية قام بها هؤلاء الأربعة بصحبة مبارك بن لندن وانا سأعيد الرحلة داخل الرحلة لأعيد إكتشاف هذه الرحلة مجددا
لابد أن نقول أن الراحل الكبير زايد بن سلطان دعم هذه الرحالة بالمال والعتاد وزودها بأسباب النجاح ، لأنه ببصيرة مستقبلية كان يعرف لهذه الرحلة ومابعدها.
بدأت الرحلة بأول المشاركين بين كبينة ، هو أول الذين شاركوا مع مبارك بن لندن فى هذه الرحلة ، يقول مبارك بن لندن عنه: سررت بمرحه وفهمه لحاجاتى فقد كان يتمتع بشئ من الذكاء العربى الفطرى. وأثناء رحلة الصحراء تعرضوا لقطاع الطرق فهناك 18 شخص هاجموهم والجؤهم إلى حدود السعوية ،بمعنى كان هناك مخاطرات كثيرة فى الرحلة فهى مغامرة حقيقة .
وبالتالى الأربعة كانوا يتسمون بالقوة والثبات وهو نفسه مبارك بن لندن كان يتسم بالقوة والثبات والرغبة فى المواصلة .
وقد أعقب الندوة مناقشة مفتوحة متبادلة مع الكاتبة والناقد وقدم معظم الحضور مواهبهم الشعرية والقصصية والغنائية.

Related posts