قبل الرحيل .. من سيدفع فاتورة الإنجازات الوهمية للمحافظين ؟؟

 
 
كتب – محمد مأمون .
 
أيام قليلة ، وربما ساعات وتُعلن الحكومة الجديدة حركة المحافظين على رئيس الجمهورية فيبقى من يبقى ، ويرحل من يرحل دون أن يعلم المواطن المصري وكالعادة أي معايير إتخذتها الحكومة في إختيار من يتولى زمام المحافظات في المرحلة القادمة .
 
وبما أنني أقر أنه ” وكالعادة ” فربما يسأل أحدكم لماذا العجبة والدهشة من أمرٍ إعتاد عليه المواطن المصري لعهود طويلة ، إلا أن مقدمات عديدة أثارت حفيظة الشارع المحلاوي بالتحديد هي ما دعتني لطرح هذا التساؤل ” قبل الرحيل .. من سيدفع فاتورة الإنجازات الوهمية للمحافظين ؟؟ “
 
منذ أسابيع قليلة طالعنا ” أبو محمد ” عبر شاشات التليفزيون وهو شخصية كرتونية غير محددة الهوية عن إنجازات الحكومة في العديد من المشروعات العملاقة بمحافظة الغربية مقترنة بأرقام ومبالغ تدعو إلى التوقف والنظر والتفحص لكل ما جاء فيها خاصة وأنه يخالف وبنسبة كبيرة جداً ما يراه المواطن المحلاوي على أرض الواقع .
 
بدأ أبو محمد إعلانه الإستفزازي بإنتظار أتوبيس نقل عام إختفى تماماً من شوارع المدينة ولم يبقى منه سوى أطلال كهنة مركونة بجراج مرفق النقل الداخلى بطريق النصر ، متحدثاً عن إنتهاء أزمة تأخير الأتوبيس زي زمان بعد التوسعات التي تمت بتكلفة 500 مليون جنيه بخلاف مليار ونصف جنيه تكلفة مشروعات النقل سواء طرق أو كباري ، مستشهداً بكوبري الشون الذي تكلف وحده 270 مليون جنيه ، ونسى أبو محمد أن هذا الكوبري كان ضمن مجموعة من الكبارى التي أهدتها دولة الإمارات العربية المتحدة لمصر كمنحة وقت أن كان اللواء محمد نعيم محافظاً للغربية .
 
ويستكمل أبو محمد حديثه مع رفيقه بالأتوبيس الذي لم يسعدنا الحظ بالتعرف على إسمه وهويته عن مشروعات الصرف الصحي مشيراً إلى الإنتهاء من 50 مشروع بتكلفة تجاوزت مليار و 600 مليون جنيه بخلاف المشروعات الجاري العمل بها ، ومؤكداً على أن مشروع واحد منهم فقط وهو توسعة محطة صرف المحلة تكلف 700 مليون جنيه ليخدم مليون ونصف مواطن ، الأمر الذي دعا المهتمين بالأمر بطرح تساؤلاتهم على أعضاء مجلس النواب ممن يتسابقون دائماً في ماراثون الشو الإعلامي عن تحديد المحطة المزعومة رغم غرق أغلب مناطق المدينة وأهاليها في مستنقعات الصرف الصحي ، إلا أن الإجابة لم تصلهم حتى الأن .
 
وعن شبكة مياه الشرب يضيف أبو محمد سرده عن إنجازات الحكومة في تطوير شبكة مياه الشرب بالغربية بتكلفة 830 مليون جنيه ، بالإضافة لإنشاء محطة السنطة بتكلفة 350 مليون جنيه ، في الوقت الذي تعالت فيه صرخات أهالي حي ثان المحلة بالكامل من إنقطاع مياه الشرب طوال شهر رمضان الكريم ومبررات وهمية من المسئولين عن الأزمة التي لم تخرج عن تقليل إستهلاك مياه الشرب لتفادي تفاقم أزمة الصرف الصحي التى فشلوا في إيجاد أي حل لها رغم كل ما ذكره أبو محمد من مشاريع وأرقام .
 
ولم يتجاهل أبو محمد إنجازات الحكومة في مجال الري بإنشاء سحارات وترع وكباري ، ليس هذا فحسب بل وتجديد شبكة الصرف بتكلفة 100 مليون جنيه ، وفي مجال الإسكان أنجزت الحكومة 3500 شقة بتكلفة نصف مليار جنيه وتجاهل الوقفات الإحتجاجية لأصحاب القرعة في إسكان الدواخلية الملازم لسوق المواشي عن سؤ حالة المشروع من كافة جوانبه الخدميه وتعرضهم للسرقة بشكل دائم دون أي محاسبة للقائمين على هذا المشروع .
 
وتأتي الطامة الكبرى في تكليل أبو محمد لمجهود الحكومة الجبار بإنشاء مصنع تدوير القمامة بالمحلة بتكلفة 17 مليون وكسور ، هذا الملف الذي يستجوب فتح تحقيق موسع مع كافة الأطراف التي شاركت في هذا المشروع منذ اللحظة الأولى حيث أن المصنع المزعوم متوقف عن العمل منذ إنشاؤه وتحولت أرض المصنع ومساحة جديدة أضيفت إليه والمنطقة المحيطة بالكامل والطريق المؤدي للمصنع إلى تلال من تراكمات القمامة ، بخلاف إمتناع الشركة المسئولة عن إدارته عن سداد رسوم الإيجار الشهري وعدم دفع رواتب العاملين بالمصنع وإعتراض الأهالي بشكل رسمي أكثر من مرة وتحرير محاضر رسمية في هذا الشأن .
 
في النهاية ، هل سيشهد المواطن المحلاوي دوراً حاسماً للأجهزة الرقابية في محاسبة التنفيذين والأجهزة المعنية عن ملف الإنجازات الوهمي الذي قدمه أبو محمد ، وهل تشهد المرحلة القادمة دوراً ملموساً لإدارات العلاقات العامة بمؤسسات الدولة المختلفة في تقدبم معلومة حقيقية تحترم فيها عقلية وفكر المواطن بشكل واقعي بعيداً عن أوهام ” أبو محمد ورفيقه ” ، أم سيستمر الوضع على ما هو عليه وننتظر إنجازات وهمية جديدة لمحافظين جُدد ؟؟

Related posts