بقلم الفنان الفوتوغرافي محمد نجاح رئيس جمعية عالم الصورة.
متابعة عبدالله القطاري مراسل جريدة أخبار العالم من تونس
الهوّاريّة أيّام 2 و 3 و 4 ماي 2019
الأطرف المنظّمة جمعية منتدى هرمايا و دار الشّباب بالهوّارية
لقد حضرت ملتقيات عديدة و مهرجانات أخرى تعنى بالفوتوغرافيا في تونس و ما لمسته في هذا الملتقى مختلف تماما عن التجارب الأخرى…صحيح أن الإمكانات المادّية قد تكون العائق الأساسي ولكنّ ذلك لم يحل دون وجود هذا الملتقى الذي هو بأيد أمينة جمعت بين حبّ الوطن و حبّ الفوتوغرافيا فحقّق ما ينشده من فائدة لأبناء الجهة و غيرهم من التونسيّين و إشعاعا تخطى حدود حوض المتوسّط إلى دول أخرى لها نفوذ في السّاحة الفوتوغرافيّة دوليّا فالتظاهرات الفوتوغرافية ليست هدفا في ذاتها بل قيمتها و مبرّر نفقاتها فيما تحقّقه من أهداف عبر ما تبرمجه من أنشطة ففي هذا الملتقى كانت هنالك أنشطة علمية أثّثها باقتدار تونسيّون و أذكر هنا النّشاط الذي أداره باقتدار الأستاذ الجامعي محمّد بن رمضان و المتعلّق بدور الصّورة في نشر ثقافة السّلم و نبذ التّطرّف كما حضرت الورشات و من بينها تلك التي أدارها باقتدار لافت الفوتوغرافي المغربي نور الدّين الغماري و التي مسّت الأطفال من ذوي الاحتياجات الخصوصيّة و كم أنا عارف بحكم تجربتي في التدريس بصعوبة التّعامل مع هذه الفئة لصعوبة شدّ انتباهها وتركيزها…لقد شدّتني سعادة هؤلاء الأطفال وهم يقبلون بشغف على هذا النّشاط.
لقد كانت دولة شرف الملتقى المملكة الاسبانيّة ولهذا الخيار مبرّراته فهي دولة متوسّطيّة من جهة و إحدى الدّول النى تحضر فيها الفوتوغرافيا بامتياز من جهة أخرى و قد كان هذا الاختيار فرصة للاستفادة من تجارب الغير في المجال الفوتوغرافي من خلال محاضرة قدّمها الفنّان الفوتوغرافي أنريك دو سنطوس حول تاريخ التصوير الإبداعي بأسبانيا كما قدّم الفنّان الفوتوغرافي ادوارد بارتران محاضرةحول المناهج الحالية التي يتم تدريسها بمعهد الدّراسات التصويريّة في كاتالونيا كما عرضت الأسبانيّة برونا بوخاداس مشروع تخرّجها كطالبة أنهت دراستها بالمدرسة الدوليّة للتصوير الفوتوغرافي ببرشلونة. أمّا عن الورشات فقد أدار الفنّان الفوتوغرفي أنريك دوس سانطوس بمساعدة الفنّانة الفوتوغرافية إيلانيا ساما ورشة حول تكنولوجيا التصوير التقليدي (الفضّي). كل هذه الأنشطة قدّمت باللغة الأسبانيّة مع ترجمة فوريّة للغتين العربيّة و الفرنسيّة.
حضرت في هذا الملتقى المعارض وكان منها ما هو متّصل بمضمون الأنشطة العلميّة كالمعرض الأسباني “التصوير الإبداعي بالأسود و الأبيض” و معرض الجمعية التونسيّة للنساء الفوتوغرافيات من خلال تجربة فريدة متّصلة التصوير الفضّي و معرض لمحمد الرّوّس مصوّر الزّعيم الراحل ياسر عرفات إضافة إلى معرض المسابقة المتّصل بالسّلام والّتي أوكلت مهمّة تقييمه للجنة دولية متكوّنة من التونسي أمين بوصفّارة و المصري جورج ماهر و اليونانية ماريان كاتزاراس و الأسباني أنريك دو سنطوس و التّركي ريها بيلير و هم من خيرة الفنّانين الفوتوغرافيّين.
لم تغب عن هذا الملتقى العروض الموسيقية من خلال تجارب شبابيّة كما كان إطار الملتقى فرصة لزيارة مدينة سليمان و الاطّلاع على مخزونها التّراثى.
لقد حقّق الملتقى نسبة نجاح كبيرة و حقّق الإضافة مقارنة بما سبقه من ملتقيات و مهرجانات و لعل من الأشياء البارزة إنجاز دليل للملتقى بالعربية و الإنجليزية يحوي كلمات للمنظّمين وكمّا هائلا من المعلومات إضافة إلى البرنامج…كم تمنّيت أن يكون هذا الدّليل بأيدي جميع الأطراف الحاضرة مدّة قبل موعد الملتقى.
لا تفوتني الإشادة بشباب متحمّس بالهوارية متطلّع لمستقبل أفضل و بمسسؤولين لم يدّخروا جهدا لإنجاح الملتقى فشكرا لهم و لكل من ساهم من قريب أو بعيد في جعل هذا البناء واقعا ملموسا
من خلال مسار هذا الملتقى أعتقد أنه يسير بخطى ثابتة نحو المزيد من النجاحات فهنيئا للهوارية و لتونس بهذا الإنجاز.
محمد نجاح
فنّان فوتوغرافي تونسي
رئيس جمعيّة عالم الصّورة
عضو الـ GPU ممثّل تونس
