السلطة الوطنية والوعي الملتبس

,السلطة الوطنية والوعي الملتبس


.. كمال الرواغ

نشر : عز عبد العزيز أبو شنب

هناك خلط واضح وملتبس في مفاهيم العمل الوطني والنضال الفلسطيني, على مستوى الشارع وبين الكثير من الاطر الفلسطينية الحزبيه المتعددة والمختلفة المشارب والايدلوجيات الفكرية والسياسية والثقافية العامله في الساحة الفلسطينية, فتارة تراهم مع السلطة وتارة ضد السلطة بكل مكوناتها, مما شكل حالة وعي مختلفة وغير وطنية في غالب الاحيان .

طبعا كل ذلك نتاج عدة اسباب اولها اختلاف في البيئات الحاضنة لهذة الفئات, سواء عائلية او حزبية او طبقيه, ولربما ايضٱ لحداثة التجربية السلطوية على الارض الفلسطينية ودخول عشرات الالاف من الشباب في مؤسسات السلطة بدون تجربة سابقة او عقيدة مؤسساتية جامعة وواعيه.

فهذة الفئات يهتمون بحياتهم وبرستيجهم ومعيشتهم الحياتيه فقط, والحفاظ على بيئة محيطة لهم من الموالي والادوات والصبيان, ينفذون اجندتهم ويسهرون على راحتهم وتذليل مشاكلهم, وهذة الفئة ايضٱ معروفة بمحاولة انسلاخها عن العامة دائما والتقرب لها عند الحاجة والمنعطفات السياسية الهامة التي تهدد وجودهم, وفي والاستحقاقات الوطنية الكبرى من خلال اللعب على احتياجات الناس .

وقد تم الاشارة الى ذلك في الكثير من النقاشات والحوارات التنظيمية والندوات السياسية والاوراق البحثية التي قدمت في هذا الاطار, والمقالات الصحفية السياسية التي كتبت وقيلت في العديد من الجلسات.

لقد تم التحذير دائمٱ من تماهي السلطة بادائها الوظيفي والعمل اليومي الحياتي التشغيلي مع العمل الوطني النضالي ضد المحتل وسياساته الاحتلاليه والاحلاليه المختلفة ضد الأرض والانسان والتاريخ والثقافة والرواية الفلسطينية .

رغم كل هذة المناشدات والتحذيرات الا أن هذة الاشكالية بقيت بارزة وشاهدة للعيان في سلوكيات وافعال واقوال الكثير من الاشخاص والاحزاب, ممن يلهثون ويتملقون دائمٱ خلف السلطة ومتنفذيها, هؤلاء يقولون مالا يفعلون، وان فعلوا تكون مصلحية مشخصنة, بنكهه غير وطنية .

مما افسد المشهد الوطني العام.

فنلاحظ حضور الواسطات والمعارف والموالي في الاروقة المختلفة سواء في السلطة او التنظيمات، لقد أوجدت هذة الحالة ازدواجيه جديدة في الفهم والوعي والسلوك الوطني, وللاسف اصبح التقييم والفرز على هذا القياس وعاد كل شيء مباح ,فمثلا عندما يكون هناك تقصير في واجبات او اداء السلطة اتجاه شخص اوحزب , نرى ونسمع لغه جديدة من الشتم والقدح والذم في السلطة يصل الى التعدي على أخلاق واعراض الناس ويصل احيانا حد التخوين , وعندما تكون هناك نفعية من السلطة في ذات السياق السابق تنهال عبارات المدح والتمجيد وتصل حد التقديس.
فهذة النفسية المصلحيه المشوهه المزاجية هي من تهدم الجبهه الداخلية وتسمح للسموم ان تنفث داخل الجسد الوطني .

واخيرٱ هناك فئه اخرى لم تنزل عن الجبل بعد, ممن رضعت حليب الوطن, وتربت على حبه, ممن عاشوا النكبه الفلسطينية بتفاصيلها وهمومها, او ممن الاحيال المتعاقبه التية عانت انعكاسات هذة الحاله على حياتهم وثقافتهم واحزانهم وافراحهم وامالهم وأحلامهم, فهم لا يهتمون كثيراً بالمظاهر والرتب والمواقع الزائفه وهم قليلون فهؤلاء لا يصدأ معدنهم ولا يتغير نهجهم اوفكرهم او ايمانهم بضرورة النضال الوطني ضد المحتل حتى التحرير والاستقلال.

فلا تخدعهم المظاهر وتغويهم المناصب فلا يهمهم من خذلهم او عاداهم وهم في رباط الى يوم الدين .

الكاتب : كمال الرواغ

Related posts