الحبيب المجهول؟ بقلم أميره أبراهيم

 

..الحب المجهول نهايته الحرمان ،، إننا نسير في بحر واسع متلااطم بالأمواج ونحن كقطعه من الخشب تطفو علي سطح هذة الأمواج ,ولا ندري متي
سنصل علي الشاطيء …!!وهذا البحر العظيم هو القدر ….ولا ندري إلي متي سيجمعنا معاً… ومتي سيواصلنا إلي شاطيء الغرام … والغرق … والحرمان ….!!
ان القدر فنان يرسم برشيه مصير كل انسان فما أصعب لحظه الفراق ..وما أجمل لحظه اللقاء حينما يسودها لمحه محبه ووفاء… ,
وان قدري مع هذا الزمان … أن احبك من غير ما اشوفك… وأن أعيش معاك بس بقلب واحد يحتويك ويكتم بداخله حبك الدفين …. وأن أسعدك ع حساب سعادة قلبي …وأن أضحي من أجلك حتي لو كانت باخر قطرة بدمي…, وأن
قدري انحرم من لمسه يديك …وهمسه شفاتيك …ودقه قلبك الحنون … وإني أعزك بمعزة خاصه …. ولكن حان موعد رحيلك لانك تصبح القدر اللي مكتوب عليا وع قلبي أن أعيش مع حب مجهول مسافر بلا رجوع وانت تبقي الحب
المجهول ونهايته الحرمان وأنكار التذكار ….!!
بعض الأشخاص يحبون أشخاصا لا يعرفون شيئا عنهم ولا عن ملامحهم ولكن لديهم صورة عن هذا الحبيب قد تكون حقيقية‏,‏ وقد تكون غير حقيقية لكن مشاعرهم تستثار عند سماع أغنية عاطفية مثل أغاني أم كلثوم التي غناها الموسيقار عبدالوهاب وأبدع فيها تصوير حال الذي يحب‏ ،، لكن لا يحب شخصا معينا وإنما صورته تتغير بين وقت وآخر حسب ما تثيره الكلمات المسموعة أو المقروءة من أحاسيس ومشاعر لدي المحب‏,‏ ولكن إذا سألته من الذي تحبه يطلع عليك بأوصاف وصفات لا تجد لها واقعا‏,‏ وأحيانا تقول له أنت خيالي لكنه سعيد بهذا الخيال‏.‏ فعبدالوهاب أو حسين السيد مؤلف الأغنية بنفس العنوان الحبيب المجهول يقول فيها حبيبي ياللي خيالي فيك وياللي خيالي حيسرح فيك‏.‏ مين إنت معرفش‏..‏ فين إنت معرفش‏ ،، ويصور له خياله أنه مشغول بآخر وهو لا يعرف أحدا بالمرة أو بالتحديد فيقول له بانده عليك في الليل‏..‏ فجعل النداء في الليل ولم يجعله في النهار‏..‏ فين إنت ياللي بتشاغل أحلام شبابي فهو هنا يتساءل من هذا الذي ينادي عليه ولا يستطيع له ردا فيقول مين إنت ياللي بتشاغل أحلام شبابي من كتر فكري وماعاش وياك أغير عليك منه وأداري‏.‏
من كتر فكري ما عاش وياك‏..‏ لاحظ هنا أنه لا يتحدث عن تجربة سابقة ولكن يتحدث عن حالة شعورية انتابته فجأة‏..‏ وأصبح يتخيل أن الانشغال بهذا الشخص مدعاة للغيرة فهو يقول من كتر فكري ماعاش وياك أغير عليك منه وأداري‏..‏ خايف يكون لي شريك في هواك حتي ولو كان أفكاري بسمع صوتك يكلمني‏(‏ وهذا هو الإيحاء المسموع‏)‏ والدنيا ساكتة حوليه ـ وألمح نورك بيطمني وأفضل اضمه بعنيه ـ هنا لا يكتفي بسماع صوته ولكن يضم ضوءا صادرا من الحبيب لا يراه أحد إلا هو‏,‏ وهي درجة عليا من درجات الحب لا يصلها إلا المخلصون الأوفياء‏,‏ فهنا يتحدث عن مشاعر تنتابه صورها له البعاد مصحوبا بالشوق إلي اللقاء الذي لا يحدث أبدا‏,‏ فهي تخشي علي نفسها من اللقاء‏,‏ وهو كذلك يخشي علي نفسه ويظل الاثنان وبينهما منطقة عازلة هي منطقة ضرورة بقاء الشوق‏..‏ ويطول ندايا وأفضل أقول فين انت يا أملي سهران‏..‏ ويطول سهادي وأفضل أنادي حبيب ياللي خيالي فيك‏..‏ حبيبي‏..‏ ياللي حياتي حتكمل بيك‏..‏ حبيبي‏.‏
وهو يغار عليه من فكره المنشغل به حبيبي وهو لا يعرفه بالمرة‏..‏ بسمع صوتك بيكلمني والدنيا ساكتة حوالية‏..‏ هنا تحدث فترة صمت لكن المتحدث فيها لا يبدو عليه أنه يتحدث وإنما انزلق مع مشاعره دون أن يدري‏,‏ فهو يخاف من أن يكون له شريك حتي ولو كانت أفكاره وليس شخصا معينا بالذات‏ ويطول سهادي وأفضل أنادي حبيبي ياللي خيالي فيك‏..‏ هنا تبدو نقطة فلسفية عميقة‏,‏ فهو يخشي من السهاد لا من السهر‏..‏ والفرق بين السهاد والسهر أن السهر اختيار والسهاد إجبار‏..‏ والشخص الذي لا يستطيع أن ينام بإرادة خارجة عنه ليس كالشخص الذي يختار والسهر لأنه مكلف بشيء يجب أن ينجزه‏.‏
وطبعا سوف يهتدي المحب إلي الحبيب المجهول في كل لحظة وبعد ذلك يتبين أنه لم يكتشف الحقيقة إنما يجري وراء سراب وخيال يصوره جوعه وعطشه وظمأه‏.‏
ويطول سهادي وأفضل أنادي حبيبي ياللي خيالي فيك‏,‏ وهو يشعر بسعادة بالغة كلما عاود التفكير مرة أخري‏,‏ ويحس بأنه سيعثر عليه في النهاية‏..‏ ولكننا نقول إنه الحبيب المجهول الذي فيه من الصفات ما لا يتكرر عند إنسان آخر ويظل المحب متطلعا إلي الحبيب المجهول لعله يكتشفه في يوم من الأيام مين أنت ياللي بتشاغل أحلام شباب بنور طيفك يعني ليس بنوره هو‏,‏ بنور طيفه والمرحلة التي يتساءل فيها الحبيب المجهول‏,‏ مرحلة مزدوجة فيتخيل حبيبه يرد عليه وهو لا يرد ولكن يتخيل ذلك‏ فالمسألة كلها خيال في خيال‏ ،، وهذه الحالة هي حالة الاستغراق في الرومانسية واستدعاء مشاعرها ومتطلباتها وطرحها علي بساط البحث‏,‏ ليتبين للقارئ كيف يكون الكلام عن الحب الحقيقي‏,‏ ومن هذا المنطق نخرج إلي أن هذه الأغنية تعبر عن حالة شعورية فلسفية عاطفية تصور حيرة المحب مع حبيبه الذي لا يستطيع أن يستقر معه علي حال‏..‏ وهذا نوع من أنواع الحب من النادر أن يعتنقه إنسان في هذا العصر‏ ،، نقطة عطر حينما أتحدث معك عن نقطة عطر أحاول أن أنقل إليك مشاعري الحقيقية لأن هذه المشاعر لا يمكن الإمساك بها أو الإحساس بها ولكن يمكن إدراكها بتنفسها في هواء معبق بالعطر فجائي لا مقدمات له ولكن يبدو كأنه من لوازم التفكير فيك وضرورة حية للحديث عنك‏,‏ فأنت فعلا نقطة عطر وسط الناس تحيلي كل شيء لديهم إلي بقعة من سعادة وعطر أخاذ يسكر الإنسان فتدور به الدنيا‏,‏ ولولا أن أمسكت به لعلم أن ذلك محض خيال‏..‏ لكنه واقع لا يهرب من نفسه أبدا ،، لا أدرى كيف أبدأ خطابى هذا فهو الخطاب الأول.. لكنه ليس الرسالة الأولى صدقنى إن جمعت ما أرسلت إليك من رسائل وأحصيتيها ستكون مائة رسالة ورسالة فعينى دائما ما ترسل ورعشات قلمى ودقات قلبى إنها شفرات تريد من يفهمها .. يفهم لغتها … أعذرينى فى كل هذه الرسالات فليس بملكى أن أعود بعينى أو أوقف قلبى حين أراك عن دقاته وقلمى حين يجبرنى على الكتابة من وصفك لن أقول أنك بدر أنار سمائى يوما ما أو نجم اهتديت به فى عالم الظلمات ولكنى سأقول لك انك عالم غمرنى جعلنى ذرة من ذراته فعالمك هو عالم الحب الروحى الذى يترفع عن كل الدنايا ويتطهر بماء السكون وعطر الحياة ويسبح فى نهر الوجود .
آه لا أدرى من أنا لقد نسيت كل شئ .. نسيت الماضى ولكنى لم أتجاهل المستقبل وتواريت قليلا عن الحاضر وعشت فى ثياب الحب … حبك أنت يا حبيبي .
لا أدرى متى تعرفت على عينيك أو شفتيك أو وجهك كما لو أنى لا أدرى متى تعرفت على الحياة هل أعيش فى حلم أبدى أم حلم سيرحل بعد حين أنى أؤمن جيدا باللحظة التى أعيشها فى منامى ويقظتى ولذلك آمنت بحبك قد وضعت العراقيل والسدود أمامى ولكنى تخطيتها وجئتك فهل ستقبلني كحبيبة فى عالم عشقك ،، لا أدرى لماذا أمسكت بالقلم وكتبت هذه السطور صدقني لا أدرى ولكن دافعى الحب وموج من الحلم فأوحى فاستجبت وكتبت فسامحني فيما كتبت إن كنت قد أخطأت العنوان فهذا ليس بملكى

Related posts