مقال بقلم . مختار القاضي .
تقوم بعض أجهزه المخابرات الغربيه والدول الإستعماريه بتجنيد بعضا من رجال الدين وذلك في الدول التي تستعمرها أو الدول التي لها مصالح فيها أو تلك التي تريد الحفاظ علي أنظمتها الإستبداديه أو الديكتاتورية التي تخدمها وتحقق أهدافها . ويأتي الهدف من تجنيد رجال الدين من جانب المخابرات الغربيه لنشر بعض الأفكار الدينيه وعدم إستخدام العقل في تفسير النصوص القرآنية وإشاعه روح الإستكانه وعدم الجهاد بين الشعوب بحجه أن مايحدث لها هو إراده الله الذي لاراد لقضائه وكذلك إلي جانب تعطيل إستخدام العقل البشري في معرفه معني النصوص القرآنية والأحاديث النبويه لعدم قدرتها علي ذلك وعجزها عن فهم وإستيعاب مايدعو إليه الله في القرآن والسنه النبويه الأمر الذي يجعل الشعوب ترضخ وترضي بالإستعمار وحكمه وبالتالي سرقه ونهب أموال الشعوب وثروات بلادهم . كانت أجهزه المخابرات تستغل أفكار بعض أئمه الدين الإسلامي لخدمه أغراضها الإستعماريه فتعمل علي نشر هذه الأفكار والتأكيد عليها بفعل أن الحاكم يأتي بأمر الله وبإراده الهيه بحته لادخل للبشر فيها وبالتالي فله الأمر وعلي الشعوب السمع والطاعه لانه لا يحكم إلا بما أراد الله له أن يحكم وبالتالي تستطيع أجهزه المخابرات أن تستخدم الدين كمخدر للشعوب حتي لاتطالب بحقوقها وتقبل بالأمر الواقع وتتحمل الفقر والجوع والقمع والقهر لأنها كلها إختبارات إلهيه يجب الصبر عليها في الدنيا حتي ينالوا ثواب الآخرة فيدخلون الجنه . أجهزه المخابرات أيضا إستخدمت أفكار بعض علماء الدين في عدم جواز الخروج علي
الحاكم حتي لو كان ظالما من منطلق قول الله تعالي أطيعوا الله والرسول وأولي الأمر منكم وبالتالي يتمكن المستعمر من تحقيق أهدافه للبقاء في مستعمراته دون أي جهاد أو مقاومه أو ثورات من هذه الشعوب التي يتم إحتلال بلدانها بفعل مشايخ ورجال دين حرموا ذلك علي الشعوب التي سقطت تحت نير الإحتلال . تمكنت الدول الإستعماريه أيضا من الإستعانه بالمستشرقين والمسعربين لتحقيق هذه الأهداف إلي جانب بعض مشايخ الدول الإسلامية التي تم إستعمارها وذلك لمساعده الدول الإستعماريه في إحكام سيطرتها علي الدول التي تقوم باحتلالها دون أي مقاومه . أجتهدت أجهزه المخابرات الغربيه أيضا في دراسه ثقافه الشعوب الإسلامية حتي تتعامل معهم من منطلق الحجه بالحجه فدرسوا الإسلام دراسه جيده حتي يعرفوا كيف يتعاملون مع المسلمين ووجدوا بالفعل إن بعض الأفكار الخاصه بعلماء الدين تعتبر كنزا كبيرا بالنسبه لهم وتخدم مصالحهم دون إطلاق طلقه رصاص واحده فتخنع وتخضع لهم الشعوب ويصبحوا متخلفين ومستكينين وراضين بقضاء الله وقدره من وجهه نظرهم والقبول بالإحتلال لأطول فتره ممكنه . يتم تجنيد هؤلاء العلماء عن طريق نشر أفكارهم والإفساح للترويج لكتاباتهم ومؤلفاتهم وتوظيفهم لخدمه أهدافهم الإستعماريه وقد حدث ذلك في الهند وباكستان إلي جانب الدول الإسلامية بالترسيخ لجبهه النصره وداعش . تم أيضا إستغلال أراء بعض علماء الدين في إبعاد المسلمين عن العلوم والثقافة والإقتصار علي العلوم الدينيه فقط بحجه إنها فرض عليهم وفيما عدا ذلك فهو غير مطلوب الا في أضيق الحدود فاختفي الإبداع وغاب الفكر والتقدم وعاش المسلمون في تخلف جعلهم فريسه الدول المتقدمه التي إحتلتها وإستولت علي ثرواتها بعد أن غاب عنها الأسلحة الحديثه والتكنولوچيا المتطوره وسبل الدفاع عن أنفسهم وثرواتهم وأصبحت تحاك ضدهم المؤامرات وتنتشر الفتن وتشن عليهم الحروب . قام الغرب باستخدام فلسفه بن رشد فتقدم في كافه المجالات بينما تم إشاعه علوم فقهيه بين المسلمين تبتعد عن العقل لتغييب أي تقدم أو تطور في حياتهم ومعيشتهم حتي أصبحوا يستوردون بضائعهم وإحتياحاتهم من دول الغرب المتقدمه . في المقابل كانت توجد أراء وفتاوي وأفكار مختلفه تعارض وتخالف هذه الأفكار ولكن لم يتم لها الإنتشار والترويج اللازمين في حين تم الترويج للأفكار التي تحث علي الصبر وعدم مقاومه الغزاه أو الثوره ضدهم وأن الفقر والجوع والمرض والأحتلال نفسه من عند الله وبإراده إلهيه يجب الخضوع لها والرضي بها لأنها مشيئه الله .