التعليم وتحديات العصر

 

بقلم: نورا صبري
التعليم هو مصدر قوة أي امة، وللنهوض بها ومسايرة التطور السريع، والرهيب الذي يجتاح العالم اقتصاديا او سياسيا يجب ان يكون من خلال التعليم. فالتعليم بالنسبة للدول المتقدمة هو خيار استراتيجي، اما بالنسبة للدول النامية فهو حياة أو موت. فالثورة التكنولوجية التي يشهدها العالم اليوم تحتم على دول العالم النامية ان تنهض وتفك وثاقها، وان تخطو بخطى سريعة متلاحقة لتحذو حذو الدول المتقدمة، وتتسلح بنظام معلوماتي قوي، وان تطور التعليم الذي يعمل على اكساب الفرد المهارات والقدرة على الإنتاج، وزيادة التنمية والوعي المعرفي في كل المجالات. فنحن في زمن تحول فيه العالم الي قرية صغيرة بلا حدود او فواصل، والعنصر الأساسي في هذا العالم هو العلم والإنسان الذي يمتلكه ويستطيع إدارته فبدونه لن تكون هناك تنمية او تطوير لذا اصبح التعليم قضية من قضايا الامن القومي لمعظم الدول رغم انه مازالت العديد من الدول تديره بشكل خاطئ فتهتم بالكم اكثر من المحتوى ، وبالشكل اكثر من الفرد سواء كان معلما او متعلما، وننسى دائما ان الفرد استثمار في حد ذاته اذا احسن إدارته وتنميته ويأتي هذا من اشباع الحاجات النفسية، والاقتصادية، والاجتماعية للفرد بشكل يحقق التوازن بين اهداف الفرد واحتياجات المجتمع مما يساعد في خلق بيئة عمل تحفز الفرد وتشجعه على تنمية واستغلال مهاراته . لذا نجد من اهم التحديات التي يواجهها التعليم في العصر الحديث هي المعلم الكفء المدرب والذي يملك من الإمكانات العقلية والنفسية ما يدير به العملية التعليمية، والطاقة النفسية للمعلم، شديدة الأهمية حيث يجب أن يكون بعيد كل البعد عن الصراعات النفسية، والقلق، حتى يكون بعيدا عن العنف وهذا من شأنه استيعاب التلاميذ وتنمية مهارتهم، وقدراتهم الإبداعية، والخروج بهم من الصندوق إلى ساحة التفكير الإبداعي، ولكي يقوم المعلم بهذا الدور يجب أن يكون لديه دافع يستمد منه الطاقة الجسدية والنفسية، ولا يوجد دافع أكثر أهمية من اشباع العمل لاحتياجات الفرد المعنوية، والمادية، لذى يجب أن يكون هناك احترام للمعلم، وللجهد الذي يبذله من اجل تربية جيل جيد يحمل فكرا وقديما أفضل. كما يجب أن يتوافر له العائد المادي الذي يوفر حياة كريمة له ولأسرته سواء كان في شبابه حيث القدرة على العطاء أو في شيخوخته حيث أعطى كل ما عنده على مدار سنوات من الجهد والتعب، كما يجب الا نفرق بين المواد الدراسية من حيث الأهمية عن طريق دخول إحداها في المجموع وخروج أخرى، لان توافر محتوى تعليمي يعني أهميته للتلاميذ والطلاب، واحتياج سوق العمل له. أما عن الطالب: فيجب أن يكون هناك تواؤم بين المناهج ومتطلبات العصر، واحتياجات سوق العمل ليكون هناك دافع لكل من يريد الوصول إلى أحلامه، ويكون العلم وبذل الجهد هو السلم الذي يصعد به ومن خلاله إلى القمة ، حيث يتحول الكيان المجتمعي إلى إطار يضم جميع الافراد ويحدد العلاقات فيما بينهم، ويصوغ لها الأهداف، والقواعد والقوانين المنظمة لها، ويكون للمنهج التعليمي الدور الأكبر في إعداد النشء، عن طريق الموضوعات المناسبة التي يمكن طرحها والتدريب عليها بشكل يؤكد على قيم التعاون بين الأفراد لدعم أهداف الأمة، وبناء مجتمع سليم، يجد فيه الفرد العمل الذي يناسب طموحاته، وتدعمه إمكاناته وقدراته على النجاح به، وتكون هدفا له لتطوير لياقته النفسية والعلمية دائما ليحقق نجاحاا شخصيا، يخدم من خلاله مجتمعه بعلمه، وعمله.

Related posts